النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٠٢
قال: (الرابع: الإمام يجب أن يكون أفضل الرعية مطلقا لما تقدم في النبي.
أقول: يجب أن يكون الإمام أفضل أهل زمانه لأنه مقدم على الكل، فلو كان فيهم من هو أفضل منه لزم تقديم المفضول على الفاضل وهو قبيح عقلا وسمعا، وقد تقدم بيانه في النبوة.
قال: (الخامس: الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام للنص المتواتر من النبي (صلى الله عليه وآله) ولأنه أفضل زمانه لقوله تعالى: (وأنفسنا وأنفسكم) (1).
ومساوي الأفضل أفضل، ولاحتياج النبي (صلى الله عليه وآله) إليه في المباهلة، ولأن الإمام (عليه السلام) يجب أن يكون معصوما، ولا أحد من غير

(١) قال الشيخ أبو علي لما دعا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المباهلة يعني نصارى نجران العاقب والسيد ومن معهما قالوا حتى نرجع انتظر فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقب وكان ذا رأي لهم يا عبد المسيح ما ترى قال والله لقد عرفتم أن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم فإن أبيتم إلا ألف دينكم فوادعوا الرجل وانصرفوا في بلادكم وذلك بعد أن غدى النبي (صلى الله عليه وآله) أخذا بيد علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام) بين يديه وفاطمة (عليهما السلام) خلفه وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة فقال الأسقف إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزال بها فلا تباهلوا فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن يؤدوا إليه كل عام ألفي حلة ألف في رجب وألف في صفر وعلى عارية ثلاثين درعا (نرسا عارية) وعارية ثلاثين قوسا وثلاثين رمحا إن وقع كبير باليمن، فقال (صلى الله عليه وآله) والذي نفسي بيده أن الهلاك قد تدلى على [أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم نارا وما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا (انتهى س ط) (الآية ٦١ سورة آل عمران).
(الزمخشري في الكشاف) (تفسير الشوكاني فتح القدير ج ١ ص ٣١٦ (آل عمران) مستند أحمد والمستدرك ٣ / 150 والبيهقي 7 / 63 في شأن الآية.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست