وأما سمعا: فما أشار إليه في الآية المذكورة وغيرها.
قال: (الخامس: يجب أن يكون منزها عن دناءة الآباء وعهر الأمهات (1) وعن الرذائل الخلقية، والعيوب الخلقية، لما في ذلك من النقص فيسقط محله من القلوب والمطلوب خلافه).
أقول: لما كان المطلوب من الخلق هو الانقياد التام للنبي (صلى الله عليه وآله) وإقبال القلوب عليه، وجب أن يكون متصفا بأوصاف المحامد من كمال العقل والذكاء والفطنة، وعدم السهو، وقوة الرأي، والشهامة والنجدة والعفو والشجاعة، والكرم والسخاوة والجود والإيثار، والغيرة والرأفة والرحمة والتواضع واللين وغير ذلك، وأن يكون منزها عن كل ما يوجب التنفير عنه وذلك:
أما بالنسبة إلى الخارج عنه فكما في دناءة الآباء وعهر الأمهات.
وإما بالنسبة إليه، فإما في أحواله فكما في الأكل على الطريق ومجالسة الأراذل وأن يكون حائكا أو حجاما أو زبالا أو غير ذلك من الصنائع.
وأما في أخلاقه فكالحقد والجهل والحسد والفضاضة والغلظة والبخل