النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٠٣
ممن ادعي له الإمامة بمعصوم إجماعا فيكون هو الإمام، ولأنه أعلم لرجوع الصحابة في وقائعهم إليه ولم يرجع هو إلى أحد منهم، ولقوله (صلى آلله عليه وآله): (أقضاكم علي (عليه السلام)))، والقضاء يستدعي العلم، ولأنه أزهد من غيره حتى طلق الدنيا ثلاثا.
أقول: لما فرغ من شرائط الإمامة شرع في تعيين الإمام، وقد اختلف الناس في ذلك، فقال قوم إن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) العباس بن عبد المطلب لمكان إرثه، وقال جمهور المسلمين هو أبو بكر بن أبي قحافة باختيار الناس له، وقالت الشيعة هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالنص المتواتر عليه من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وذلك هو الحق وقد استدل المصنف على حقيقته بوجوه:
الأول: ما نقلته الشيعة نقلا متواترا بحيث أفاد العلم يقينا من قول النبي (صلى الله عليه وآله) في حقه سلموا عليه بإمرة المؤمنين، وأنت الخليفة من بعدي، وأنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي، وغير ذلك من الألفاظ الدالة على المقصود فيكون هو الإمام وذلك هو المطلوب.
الثاني: أنه (عليه السلام) أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكون هو الإمام، لقبح تقديم المفضول على الفاضل، أما أنه أفضل فلوجهين:
الأول: أنه مساو للنبي (صلى الله عليه وآله)، والنبي أفضل فكذا مساويه، وإلا لم يكن مساويا، أما أنه مساو له فلقوله تعالى في آية المباهلة:
(وأنفسنا وأنفسكم)، والمراد بأنفسنا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ثبت بالنقل الصحيح، ولا شك أنه ليس المراد به أن نفسه هي نفسه لبطلان الاتحاد، فيكون المراد أنه مثله مساويه كما يقال زيد الأسد، أي مثله في الشجاعة، وإذا كانت مساويا له كان أفضل وهو المطلوب.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست