والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) (١) وكيف يقول تعالى: ﴿لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا﴾ (٢) وكيف يصح ذلك مع قوله تعالى ﴿محمد رسول الله والذين معه﴾ (3) الآية فشهد بمدحهم وبأنهم غيظ الكفار، ونحن نعلم أنه لا يغيظ الكفار بستة نفر على ما يقوله الإمامية، وكيف يصح ما قالوه مع قوله صلى الله عليه وآله (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم)، وكل ذلك يبين بطلان قولهم: إنه لم يصلح للإمامة، وإنه مشكوك في فضله وإيمانه،... " (4) يقال له: أما ما بدأت به من الآية التي زعمت أن أبا علي اعتمدها، واستدل بها، فالغلط في تأويلها ظاهر، وقد ضم إلى الغلط في التأويل أيضا الغلط في التاريخ. ونحن نبين ما في ذلك.
ولنا في الكلام على هذه الآية وجهان.
أحدهما: أن ننازع في اقتضائها داعيا يدعو هؤلاء المخلفين غير النبي صلى الله عليه وآله ونبين أن الداعي لهم فيما بعد كان الرسول صلى الله عليه وآله والوجه الآخر أن نسلم أن الداعي غيره عليه السلام ونبين أنه لم يكن أبو بكر وعمر على ما ظن أبو علي وأصحابه، بل كان أمير المؤمنين.