الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
زعموا أن كل من ضر * ب العير موال لنا، وأني الولاء (1) - أقسام المولى وذكر في جملة الأقسام، أن المولى السيد وإن لم يكن مالكا، والمولى الولي.
وقد ذكر جماعة ممن يرجع إلى مثله في اللغة أن من جملة أقسام المولى السيد الذي ليس بمالك ولا معتق، ولو ذهبنا إلى ذكر جميع ما يمكن أن يكون شاهدا فيما قصدناه لأكثرنا، وفيما أوردناه كفاية ومقنع.
فإن قيل: أليس ابن الأنباري قد أورد أبيات الأخطل التي استشهدتم بها وشعر العجاج والحديث الذي رويتموه وتأول لفظه مولى في جميعه على ولي دون أولى فكيف ذكرتم أن المراد بها الأولى؟
قيل له: الأمر على ما حكيته عن ابن الأنباري غير معلوم في اللغة أن لفظة ولي تفيد معنى أولى، وقد دللنا على ذلك فيما تقدم من الكلام في تأويل قوله: (إنما وليكم الله) وجميع ما استشهدنا به من الشعر والخبر لا يجوز أن يكون المراد بمولى فيه ألا الأولى ومن كان مختصا بالتدبير ومتوليا للقيام بأمر (ما قيل إنه مولاه، لأنه متى لم يحمل على ما قلناه لم يفد فكيف يصح حمل قوله: بغير إذن مولاها) إذا قيل: إن المراد به وليها على غير من يملك تدبيرها وإليه العقد عليها.
فإن قيل: قد دللتم على استعمال لفظة " مولى " في أولى فما الدليل على أن استعمالهم جرى على سبيل الحقيقة لا المجاز، والمجاز قد يدخل في الاستعمال كما تدخل الحقيقة.

(1) البيت من المعلقة و " العير " الوتد أو الحمار، وغالبية الناس في زمانه من أهل الوبر يضربون الأوتاد عند إقامتهم، أو الحمير عند ركوبهم والمعنى أنهم يلزموننا ذنوب جميع الناس مع أنهم غير موالين لنا، وتقرأ " أنا " فيكون المعنى نحن أهل الولاء فحذف المضاف.
(٢٧٣)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»