الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
كانوا موالي حق يطلبون به * فأدركوه وما ملوا وما تعبوا - وقال العجاج (١):
الحمد لله الذي أعطى الخير * موالي الحق أن المولى شكر - وروي في الحديث: (أيما امرأة تزوجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل) (٢) كل ما استشهدنا به لم يرد بلفظ مولى فيه إلا معنى أولى دون غيره، وقد تقدمت حكايتنا عن المبرد قوله: " إن أصل تأويل الولي الذي هو أولى أي أحق ومثله المولى " وقال في هذا الموضع بعد أن ذكر تأويل قوله تعالى: ﴿ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا﴾ (3) " والولي والمولى معناهما سواء وهو الحقيق بخلقه المتولي لأمورهم ".
وقال الفراء (4) في كتاب " معاني القرآن ": الولي والمولى في كلام

(١) العجاج: هو أبو الشعثاء بن رؤبة السعدي، والعجاج لقب له، ولد في الجاهلية، وقال الشعر فيها ثم أسلم، من الشعراء المجيدين، وهو أول من رفع الرجز وشبهه بالقصيدة، توفي حدود سنة ٩٠، والبيت ثاني بيت من أرجوزته في مدح عمر بن عبيد الله بن معمر، وكان عبد الملك بن مروان وذلك لما وجهه إلى أبي فديك عبد الله بن ثور القيسي الحروري فقتله وأصحابه فقال العجاج:
قد جبر الدين الإله فجبر * وعور الرحمن من ولي العور - فالحمد لله الذي أعطى الحبر * موالي الحق أن المولى شكر - وعور: أفسد، وولى: جعله وليا له، وقيل: العور: الحق فعلى المعنى الأول يكون ضمير " من " للمقتول وعلى الثاني للقاتل، والحبر: السرور، يقال هو في حبرة من العيش أي مسرة (وانظر ديوان العجاج ج ١ ص ٤).
(٢) سنن الترمذي ١ / ٢٠٤ أبواب النكاح، وفي نهاية ابن الأثير ج ٤ / ٢٢٩ مادة (ولا) عن الهروي، وقال بعد نقل الحديث: " وليها " أي والي أمرها.
(٣) سورة محمد ١١.
(4) الفراء: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي من أئمة اللغة والأدب ومن تلامذة الكسائي، قال فيه ثعلب: " لولا الفراء ما كانت اللغة، ولد بالكوفة ونشأ بها، ثم انتقل إلى بغداد فعهد إليه المأمون تأديب ولديه، توفي سنة 207 في طريق مكة، والفراء - بتشديد الراء - لأنه كان يفري الكلام بحثا وتحقيقا، ويقال لأبيه الأقطع لأن يده قطعت يوم فخ وكان مع الحسين بن علي بن الحسين بن الحسن بن علي عليهم السلام.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»