متصلا بما قبله، أي * (لا تظلمون فتيلا أينما تكونوا) * يعنى فيكون الجواب محذوفا مدلولا عليه بما قبله، ثم يبتدئ * (يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) *.
قال ابن هشام: وهذا مردود بأن سيبويه وغيره نصوا على أنه لا يحذف الجواب إلا وفعل الشرط ماض، تقول أنت ظالم إن فعلته ولا تقول أنت ظالم إن تفعل إلا في الشعر.
ومنها: قول بعضهم في * (الأخسرين أعمالا) * [18 / 104] أن أعمالا مفعول به.
ورده ابن خروف بأن (خسر) لا تتعدى كنقيضه (ربح).
ووافقه الصفار مستدلا بقوله تعالى * (كرة خاسرة) * [79 / 12] إذ لم يرد أنها خسرت شيئا.
قال ابن هشام: وثلاثتهم ساهون، لان اسم التفضيل لا ينصب المفعول به، ولان خسر متعد، وفي التنزيل * (الذين خسروا أنفسهم) * [6 / 12] * (خسر الدنيا والآخرة) * [22 / 11].
وأما خاسرة فكأنه على النسب أي ذات خسر، و (ربح) أيضا يتعدى يقال ربح دينارا.
وقال سيبويه: إن * (أعمالا) * مشبه بالمفعول به، ويرده أن اسم التفضيل لا يشبه باسم الفاعل، لأنه لا تلحقه علامات الفروع إلا بشرط، والصواب أنها تمييز.
ومنها: ما ذكره أبو عبيدة في قوله تعالى * (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) * [8 / 5] أن الكاف حرف قسم، وأن المعنى " الأنفال لله والرسول والذي أخرجك " ورد بأن الكاف لم تجئ