مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٥٧٦
أن القوم تكلموا فقالوا: " صدق يا رسول الله صليت ركعتين " مع علمهم بأنه في الصلاة، ويؤيده ما روي عن زيد بن أرقم أنه قال: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: * (وقوموا لله قانتين) * فأمرنا بالسكوت.
ومنهم من استبعد ذلك بناء على أن نسخ الكلام في الصلاة كان بمكة فلا موضع له ههنا، وادعى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عنده أنه أكمل صلاته فتكلم على أنه خارج عن الصلاة.
هذا ما ظفرنا به من كلام القوم، وأما نحن معاشر الامامية فمن أصحابنا من صحح الحديث مبالغا في تصحيحه لكنه أثبت تجويز السهو على النبي صلى الله عليه وآله هنا مبالغا فيه، ومنهم وهم الأكثرون أطبقوا على إنكاره وعدم صحته استنادا إلى الأدلة العقلية بعدم تجويز مثله على المعصوم ولو قيل بصحة الحديث المذكور لاشتهار نقله بين الفريقين، وورد الخبر الصحيح بثبوته منقولا عن الأئمة، وإمكان تأويله بوروده قبل نسخ الكلام كما وردت به الرواية عن زيد بن أرقم، وتخصيص عدم جواز السهو بما ليس مما نحن فيه خصوصا إن تمت الدعوى بالفرق بين سهو النبي صلى الله عليه وآله وغيره لم يكن بعيدا.
و " ذو اليدية " بالتشديد هو ذو الثدية المقتول بنهروان (1).
ويقال في البيع: " يدا بيد " (2) قيل: هي في هذا الموضع من الأسماء الجارية مجرى المصادر المنصوبة باضمار فعل، كأنه قال: فقابل يدا بيد، ويتقابضان يدا بيد، والمراد النقد الحاضر.
ى ر ع اليراع جمع يراعة، وهي ذباب يطير بالليل كأنه نار.

(١) مر ذكره مفصلا في هذا الكتاب ص ٧٢.
(٢) الاستبصار ج ٣ ص ٩٣.
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571