مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٥٧٢
باشره بيديه، وبه يندفع أن يقال: إن إبليس أيضا مخلوق بقدرة الله تعالى إذ ليس له عناية ما لآدم (ع).
قال الصدوق: وسمعت بعض مشائخ الشيعة يذكر في هذه الآية أن الأئمة كانوا يقفون على قوله: * (ما منعك أن تسجد لما خلقت) * ثم يبتدأون بقوله:
* (بيدي استكبرت أم كنت من العالين) *.
قال: وهذا مثل قول القائل: بسيفي تقاتلني وبرمحي تطاعنني، كأنه تعالى يقول: بنعمتي تقويت على الاستكبار والعصيان.
قوله تعالى: * (عن يد) * [9 / 29] أعني مقدرة منكم عليهم وسلطان، من قولهم: " يدك علي مبسوطة " أي قدرتك وسلطانك، وقيل * (عن يد) * عن قهر وذلة، وقيل إنعام عليهم بذلك لان أخذ الجزية منهم أنفسهم عليهم نعمة عليهم.
قوله تعالى: * (كفوا أيديكم) * [4 / 77] أي ألسنتكم - كذا عن الصادق - عليه السلام (1).
قوله تعالى: * (وقالت اليهود يد الله مغلولة) * [5 / 64] أي ممسكة عن الاتساع علينا، كما قال: * (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) * [17 / 29] أي لا تمسكها عن الأنفال، وقوله:
* (غلت أيديهم) * أي غلت أيديهم في جهنم، أي شدت إلى أعقابهم، وقوله:
* (بل يداه مبسوطتان) * رد عليهم، أي ليس الامر على ما وصفوه بل هو جواد، وليس لذكر اليد هنا معنى غير إفادة معنى الجود، وإنما قال: * (يداه) * على التثنية مبالغة في معنى الجود والانعام، لان ذلك أبلغ فيه من أن يقول: " بل يده مبسوطة ". قال المفسر: ويمكن أن يراد ب‍ " اليد " النعمة، وتثنية النعمة لأنه أراد نعم الدنيا ونعم الآخرة.
قوله تعالى: * (لا يأتينك ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) * [60 / 12]

(٥٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571