الشيعة. ونقل بعض الأفاضل عن بعض العارفين عن علماء التشريح أن القدم مؤلف من ستة وعشرين عظما أعلاها الكعب، وهو عظم مائل إلى الاستدارة واقع في ملتقى الساق والقدم، له زائدتان في أعلاه إنسية ووحشية كل منهما في حفرة من حفرتي قصبة الساق.
وفي صحيح الأخوين زرارة وبكير ابني أعين عن الباقر (ع) قالا قلنا له أصلحك الله أين الكعبان؟ فقال: ههنا - يعني المفصل دون عظم الساق (1).
وفي حديث آخر " وصف الكعب في ظهر القدم " (2) وفي آخر أنهما تقطع الرجل من الكعب ويترك من قدمه ما يقوم به عليه.
وقد ادعى المرتضى علم الهدى وشيخ الطائفة وكثير من المحققين الاجماع على أن الكعب الذي ينتهي إليه المسح قبة القدم التي هي مقعد الشراك.
قال في الذكرى: وتفرد الفاضل - يعني العلامة - أن الكعب هو المفصل بين الساق والقدم، وصب عبارات الأصحاب كلها عليه وجعله مدلول كلام الباقر (ع) وإنه أقرب إلى حد أهل اللغة. ثم إنه أجاب عن الجميع إلى أن قال: وأهل اللغة إن أراد بهم العامة فهم مختلفون وإن أراد بهم الخاصة فهم متفقون على أن الكعب قبة القدم، ولأنه إحداث قول ثالث مستلزم رفع ما أجمع عليه الأمة، لان الخاصة على ما ذكر والعامة على أن الكعب ثابتا عن يمين الرجل وشماله - انتهى، وهو كالصريح في موافقته لما عليه الجمهور. وتمام تحقيق المسألة له محل آخر.
وفي الحديث: " أعلى الله كعبي بكم " والضمير لأهل البيت، ومعناه الشرف والرفعة.
ومثله " لا يزال كعبك عاليا " وهو دعاء.
و " الكعب " يقال للأنبوبة بين كل عقدتين، وكل شئ علا وارتفع فهو كعب، وقيل وبه سميت الكعبة كعبة، وقيل إنما سميت كعبة لأنها وسط الدنيا، أو لأنها مربعة.