ذلك لازدحمت عليه فارس والروم ولحجت اليهود والنصارى والمجوس.
قوله تعالى: * (أو تهوي به الريح) * [22 / 31] أي عصفت به حتى هوت به في المطارح البعيدة.
قوله تعالى: * (أو كالذي استهوته الشيطان في الأرض) * [6 / 71] أي كالذي ذهبت به مردة الجن والغيلان في المهامه، والاستهواء استفعال من " هوى في الأرض " ذهب، كأن المعنى طلبت هواه. قال المفسر: قرأ حمزة * (استهواه) * بالألف من قولهم: " هوى من حالق " إذا تردى منه، ويشبه به الذي زل عن الطريق المستقيم، يقال: هوى وأهوى غيره وهويته واستهويته بمعنى، * (واستهوته) * في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره: أتدعون من دون الله مثل دعاء الذي استهوته الشيطان في الأرض حيران.
قوله تعالى: * (فأما من خفت موازينه فأمه هاوية) * [101 / 9] قيل " هاوية " من أسماء جهنم وكأنها النار العميقة يهوى أهل النار فيها مهوى بعيدا، أي فمأواه النار، يقال للمأوى " أم " على التشبيه لان الأم مأوى الولد، وقيل: أم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا.
وهوى النفس: ما تحبه وتميل إليه، يقال: هوي بالكسر يهوى هوى أي أحب، ومنه قوله تعالى: * (تهوي أنفسكم) * [2 / 87].
وقوله تعالى: * (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) * [45 / 23] أي ما تميل إليه نفسه.
والهوى مصدر هويه: إذا أحبه واشتهاه، ثم سمى المهوى المشتهى محمودا أو مذموما ثم غلب على غير المحمود، وقيل: " فلان اتبع هواه " إذا أريد به ذمه، سمي بذلك لأنه يهوى بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفي الآخرة إلى الهاوية.