الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب، فقال للملائكة: ردوا الشمس علي حتى أصلي صلاتي في وقتها، فردوها فقام فمسح ساقيه وعنقه وأمر أصحابه الذين فاتتهم الصلاة معه بمثل ذلك، وكان ذلك وضوؤهم للصلاة، ثم قام فصلى فلما فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم، وذلك قول الله تعالى: * (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد) * إلى آخر الآية (1).
قوله: * (وقالت النصارى المسيح ابن الله) * [9 / 30] المسيح لقب عيسى عليه السلام، وهو من الألقاب الشريفة; وفي معناه أقاويل: قيل سمي مسيحا لسياحته في الأرض، وقيل مسيح فعيل بمعنى مفعول من مسح الأرض لأنه كان يمسحها أي يقطعها، وقيل سمي بذلك لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقيل لأنه كان أمسح الرجل ليس له أخمص والأخمص ما تجافي عن الأرض من باطن الرجل، وقيل لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقيل المسيح الصديق، وقيل هو معرب وأصله بالعبرانية ما شبحا فعرب كما عرب موسى عليه السلام، نقل أنه حملته أمه وهي ابنة ثلاث عشرة سنة، وعاشت بعدما رفع ستا وستين سنة، وماتت ولها مائة واثنتا عشرة سنة.
و " عبد المسيح " قيل هو عبد الله.
وسمي الدجال مسيحا لان أحد عينيه ممسوحة.
وفي وصفه عليه السلام " مسيح القدمين " (2) أي ملسا وان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق، فإذا أصابهما الماء نتا عنهما - قاله في الرواية.
وفي الحديث " من مسح رأس اليتيم كان له بكل شعرة حسنة " قيل هي كناية عن التلطف به، وهي لا تنافي إرادة الحقيقة أيضا.
وفي حديث الدعاء " فإذا فرغ من الدعاء مسح وجهه بيديه " وفيه إشارة إلى أن كفيه ملئتا من البركات السماوية والأنوار الإلهية، فهو يفيض منها على وجهه الذي هو أشرف الأعضاء.