الله في هذه الآية موعظة وتحذيرا لمن اتعظ، وحذر سبحانه عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
قوله: * (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) * [4 / 101] هو من قصرت الصلاة قصرا - من باب قتل -:
نقصت، وهي اللغة العالية التي جاء بها الكتاب العزيز، وأما قصر الشئ قصرا وزان عنب فهو خلاف طال فهو قصير، ويتعدى بالتضعيف فيقال قصرته، وعليه قوله تعالى: * (محلقين رؤسكم ومقصرين) * [48 / 27].
وفي الحديث (هذه المقاصير إنما أحدثها الجبارون وليس لمن صلى خلفها مقتديا بالصلاة فيها صلاة) المقصورة:
الدار الواسعة المحصنة، أو هي أصغر من الدار كالقصارة بالضم، فلا يدخلها إلا صاحبها والجمع مقاصير. ولعل بطلان صلاة من خلفها لعدم مشاهدة الامام.
وقصر الظلام: اختلاطه.
وقصر النجوم: اشتباكها، ومنه الحديث (كان يصلي العشاء الآخرة عند قصر النجوم) (1).
وفي الكافي والتهذيب معنى قصر النجوم بيانها.
وقصرت الشئ أقصره قصرا: حبسته ومنه (مقصورة الجامع).
وقصرت الشئ على كذا: إذا لم أتجاوز به إلى غيره.
وقصرت عن الشئ قصورا - من باب قعد -: عجزت عنه.
والقصير: خلاف الطويل، والجمع قصار.
وقصر الامل - على ما فسر في الحديث - هو أنك إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من حياتك لموتك ومن صحتك لسقمك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا.
وقولهم (قصاراك أن تفعل كذا) بالضم والفتح، أي غايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه.
والتقصير في الامل: التواني فيه.
والاقتصار على الشئ: الاكتفاء به.