ازداد في الكبر إلى حد الطفولية ونقصان السمع والبصر والقوة والعلم والمنطق حتى ينقص وينتكس حينئذ الخلق، ولكن ذلك من تقدير العزيز العليم.
قوله: * (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) * [9 / 18] الآية. فسرت العمارة بمعنيين. الأول رمها وكنسها والاسراج فيها وفرشها.
الثاني شغلها بالعبادة وتنحية أعمال الدنيا واللهو واللغط وعمل الصنائع وإكثار زيارتها قال * (سنكتب ما قدموا وآثارهم) * قيل هو السعي إلى المساجد، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى (إن بيوتي في الأرض المساجد وإن زواري فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره).
وفي الحديث (نهى عن قتل عوامر البيوت) العوامر الحيات التي تكون في البيوت، واحدها عامر وعامرة، وقيل سميت بذلك لطول أعمارها.
واعتمر الرجل: زار البيت.
والمعتمر: الزائر، ومن هنا سميت العمرة عمرة لأنها زيارة البيت. يقال إعتمر فهو معتمر أي زار وقصد، وفي الشرع زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في محلها، وجمع العمرة عمر وعمرات مثل غرف وغرفات.
وأعمرته الدار: جعلت له سكناها عمرة، ومنه العمرى وهي من أعمرته الشئ أي جعلته له مدة عمره أو مدة عمري، فإذا مات من علقت عليه المدة رجع ذلك الشئ إلى المالك أو الوارث، وقد مر حكم الرقبى في بابه.
و (عمر الرجل) بالكسر من باب تعب يعمر عمرا وعمرا على غير قياس:
أي عاش زمانا طويلا.
وعن بعض الاعلام أربعة من الأنبياء معمرون وهم في قيد الحياة الخضر وإلياس في الأرض وعيسى وإدريس في السماء.
و (عمرو) بفتح العين والواو اسم رجل، وإنما كتب بالواو للفرق بينه وبين عمر بضم العين، وتسقط الواو في النصب لان الألف تخلفها.