لا ييأس من رحمة الله).
ويكون مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى واحد كقوله تعالى: * (أمسك عليك زوجك) * [33 / 37].
قيل: وتكون زائدة للتعويض أو لغيره وعد من الأول قوله:
إن الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوما على من يتكل أي من يتكل عليه فخذف عليه وزاد على قبل الموصول تعويضا، وقيل: المراد لم يجد شيئا ثم بدأ مستفهما وقال: (على من يتكل).
ومن الثاني قوله:
أبى الله إلا أن سرحة مالك على كل أفنان العضاه تروق (1) قاله ابن مالك، وفيه - كما قيل - ان (راقه الشئ) بمعنى أعجبه، ولا معنى له هنا وإنما المراد يعلو ويرتفع.
وإذا دخلت على (على) الضمير قلبت الألف ياء، ووجهه أنها لو لم تقلب ياء لكانت واوا والتبس بالفعل، ومنه (عليك زيدا) يعني خذه، وفى الحديث (عليه أن يفعل كذا) و (عليكم بكذا) أي افعلوا.
وعن بعض اللغويين (عليك) اسم فعل إذا تعدى بنفسه كان بمعنى الزم وإذا تعدى بالباء كان بمعنى استمسك، وعن الرضي (ره) ان الباء زائدة.
وفى الحديث: (لا عليك) والمراد لا بأس عليك، لان لا النافية للجنس كثيرا ما يحذف اسمها ويستغنى بخبرها.
وفي الحديث: (من ترك الحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا) قيل:
التقدير فلا يكون عليه حسرة. وقيل:
المعنى أن لا يصعبن عليه أن يموت موتا مشابها لموت أحد الفئتين في كفران نعم الله وترك ما أمر به، ويكون هذا من باب التغليظ والمبالغة في الوعيد. وذكر بعض الأفاضل أن هذا التغليظ استحقه لمشابهته كلتا الطائفتين في قلة المبالاة