إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة.
وفيه (لا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل).
يعتقل أي يفهم ويدرك.
وعقل عن الله أي عرف عنه، كأن أخذ العلم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله.
ومنه (من عقل عن الله اعتزل عن أهل الدنيا).
وفيه (إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل) المراد بعقل الرعاية تدبره وتفهم معناه.
وبعقل الرواية: نقل ألفاظه فقط.
وفيه (التودد نصف العقل) أراد بالعقل: العقل العملي.
ولفظه مجاز في تصرفاته.
ولما كان الانسان محتاجا في إصلاح معاشه إلى غيره، وكان عقله في معاملته للخلق، إما على وجه التودد وما يلزمه من جميل المعاشرة والمسامحة والترغيب، وإما على حد من القهر والغلبة كان التودد وما في معناه نصف العقل.
والعقل: الدية، وأصله أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضونها منه فسميت الدية عقلا بالمصدر.
بقال عقل البعير يعقله عقلا والجمع عقول.
وكان أصل الدية الإبل فقومت بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها.
وقيل سميت بذلك لأنها تعقل لسان ولي المقتول.
أو من العقل وهو المنع لان العشيرة كانت تمنع القاتل بالسيف في الجاهلية ثم منعت عنه في الاسلام بالمال.
ومنه الحديث (جاريتان افتضت إحديهما الأخرى بأصبعها فقضى على التي فعلت عقلها) يعنى ديتها.
والعاقلة: التي تحمل دية الخطأ وهم من تقرب إلى القاتل بالأب كالاخوة والأعمام وأولادهما وإن لم يكونوا وارثين في الحال وقيل من يرث به القاتل لو قتل