مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٤
وفي حديث علي عليه السلام (العقل شرع من داخل، والشرع عقل من خارج).
والعقل: نور روحاني تدرك النفس به العلوم الضرورية والنظرية.
وأول ابتداء وجوده عند اجتنان الولد ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ - قاله في القاموس.
وذكر أنه الحق. وقد تقدم في (انس) أن جنوده تكمل عند الأربعين ويبدو أصله عند البلوغ.
وعن بعض العارفين: وقد يطلق العقل على العلم المستفاد من ذلك فيكون الأول هو العقل المطبوع المراد بقوله تعالى (ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك).
والثاني العقل المسموع المراد بحديث (ما كسب الانسان شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى).
والاقبال والادبار المذكوران في حديثه إما على إرادة الحقيقة كما يشعر به قوله فاستنطقه.
أو الكناية عن الاقرار بالحق في الأول والاعراض عن الباطل في الثاني.
أو عن كونه مناطا للتكاليف ومحلا للثواب والعقاب كما يشعر به قوله (إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب) وقد يراد بالعقل قوة النفس.
وقد يراد به المصدر وهو فعل تلك القوة.
وقد يراد به ما يقابل الجهل وهو الحالة المقدمة على ارتكاب الخير واجتناب الشر، أي القوة المدبرة في إعانة الآخرة.
وموضعه على ما هو مصرح به في الأحاديث (القلب).
وفي حديث سليمان بن داود المتقدم في (خلف) تصريح بأن موضعه الدماغ.
وفي كلام بعض اللغويين القلب والدماغ مجمعا العقل.
وعن بعض العارفين: الممكن المجرد عن الجسمية أن احتاج في كمالاته إلى البدن فهو النفس وإلا فهو العقل.
وقد تقدم في (قوا) أبحاث نفيسة مما يناسب المقام.
وفي الحديث (لسان العاقل وراء قلبه) يريد أن العاقل لا يطلق لسانه
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445