قوله: (واضمم إليك جناحك من الرهب) [28 / 32] وقوله (واضمم يدك إلى جناحك) [20 / 22] الجناح ما بين أسفل العضد إلى الإبط، ويد الانسان بمنزلة جناح الطائر، وإذا أدخل الانسان يده اليمنى تحت عضده اليسرى فقد ضم جناحه إليه.
والجناح: الاثم لميله عن طريق الحق، ومنه قوله تعالى: (فلا جناح عليه) [2 / 158] أي لا إثم عليه، وإنما قال (لا جناح) لان المسلمين كانوا في يده الاسلام يرون أن فيه جناحا بسبب ما حكى أن أسافا ونائلة زنيا في الكعبة فمسخا حجرين ووضعا على الصفا والمروة للاعتبار، فلما طال الزمان توهم أن الطواف كان تعظيما للصنمين، فلما جاء الاسلام وكسرت الأصنام فتحرج المسلمون من السعي بينهما، فرفع الله ذلك الحرج (1).
قوله: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) [8 / 61] أي إن أمالوا للصلح فمل معهم، يقال جنح إلى الشئ يجنح بفتحتين وجنح جنوحا من باب قعد مبالغة:
مال إليه.
وفى الحديث " كان مجنحا في سجوده " بتشديد النون أي رافعا مرفقيه عن الأرض حال السجود جاعلا يديه كالجناحين.
وفيه " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم " (1) قيل أي لتكون وطاء له إذا مشى، وقيل هو بمعنى التواضع تعظيما لحقه، وقيل أراد بوضع الأجنحة نزولهم إلى مجالس العلم وترك الطيران، وقيل أراد إظلالهم بها.
و " الجناح " اسم فرس لرسول الله وجناحا الطائر بمنزلة اليدين من الانسان سميا بذلك لميلهما في شقيه، من الجنوح وهو الميل.
و " ذو الجناحين " لقب جعفر الطيار لقبه به رسول الله صلى الله عليه وآله لما روي أنه لما قطعت يداه يوم مؤتة كغرفة جعل الله له جناحين يطير بهما، قال له صلى الله عليه وآله: رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة.
والجوانح: الأضلاع مما يلي الصدر، واحدها " جانحة " سمي بذلك لاعوجاجها