مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤٠٩
ومنه حديث الكافر " فيصفق عليه القبر حتى تلتقي جوانحه ".
وفي الخبر " إذا استجنح الليل فأكنوا صبيانكم " يقال " جنح الليل " بضم الجيم وكسرها: لأوله، وقيل قطعة منه إلى النصف، وقيل جنح الليل ظلامه واختلاطه.
وقد جنح الليل بفتحات: إذا أقبل ظلامه.
ج ن د قوله تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو) [74 / 31] أي خلق ربك الذي خلقهم. نقل عن الفخر الرازي في كتاب جواهر القرآن أنه قال: إعلم أن الملائكة في الكثرة أضعاف خلق الله من أصناف العالم، فقد روي: أن بني آدم عشر الجن والجن وبني آدم عشر حيوانات البحور. وكلهم عشر ملائكة الأرض الموكلين فهيا، وكل هؤلاء عشر ملائكة سماء الدنيا، وكل هؤلاء عشر ملائكة السماء الثانية، وعلي هذا الترتيب. ثم الكل في مقابلة ملائكة الكرسي قليل، ثم كل هؤلاء عشر ملائكة سرادق من سرادق العرش التي عددها ستمائة ألف سرادق وعرضه وسمكه إذا قوبل بالسماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما فإنه يكون شيئا يسيرا وقدرا صغيرا، وما موضع قدم إلا وفيه ملك راكع أو ساجد أو قائم، لهم زجل بالتسبيح والتقديس، ثم هؤلاء في مقابلة الملائكة الذين يحومون حول العرش كالقطرة في البحر لا يعرف عددهم إلا الله: ثم هؤلاء مع ملائكة اللوح الذين هم أشياع إسرافيل والملائكة الذين هم جنود جبرئيل عليه السلام قليل: سبحانه ما أعظم شأنه فما يعلم جنود ربك إلا هو.
ثم قال الرازي أيضا: رأيت في بعض كتب التذكير أنه حين عرج بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء رأى الملائكة في موضع بمنزلة سوق يمشي بعضهم تجاه بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إلى أين تذهبون؟ قال جبرئيل:
لا أدرى إلا أني أراهم منذ خلقت ولا أرى واحدا منهم قد رأيته قبل ذلك، ثم قال جبرئيل لواحد منهم: منذ كم خلقت؟ قال: لا أدري غير أن الله يخلق كوكبا في كل أربعمائة ألف سنة، فخلق
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614