مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤١٩
قال تعالى (قد أفلح من زكيها. وقد خاب من دسيها).
قال بعض الأفاضل في قوله عليه السلام " أفضل لجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه " قد يظن أن فيه دلالة على عدم تجرد النفس، والحق أنه لا دلالة فيه على ذلك بل هو كناية عن كمال القرب، فإن تجرد النفس مما لا ينبغي أن يرتاب فيه. إلى أن قال: ويمكن أن يراد بالنفس هنا القوى الحيوانية من الشهوة والغضب وأمثالهما، واطلاق النفس على هذه القوى شائع. ثم حكى كلام الغزالي تطلق النفس على الجامع للصفات المذمومة أي القوى الحيوانية المضادة للقوى العقلية وهو المفهوم عند إطلاق الصوفية وإليه الإشارة بقوله عليه السلام " أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " ويتم البحث في نفس انشاء الله.
واجتهد يمينه: أي بذل وسعه في اليمين وبالغ فيها.
والاجتهاد: المبالغة في الجهد، ونقل في الاصطلاح إلى استفراغ الوسع فيما فيه مشقة لتحصل ظن شرعي.
و " المجتهد " اسم فاعل منه، وهو العالم بالأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية بالقوة القريبة من الفعل.
ومجهود لرجل: ما بلغه وسعه، ومنه الدعاء " قد وعزتك بلغ مجهودي ".
والمجهود: الذي وقع في تعب ومشقة.
وفي الحديث " المسكين أجهد من الفقير " أي أسوأ حالا منه.
ج ه ر قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) [17 / 110] أي لا تجهر بقراءة صلاتك أي لا ترفع بها صوتك، أخذا من قولهم جهر بالقول: إذا رفع به صوته، فهو جهير. ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك بين الجهر والمخافة سبيلا وسطا. وقيل لا تجهر بصلاة النهار ولا تخافت بصلاة الليل، وقيل معناه ولا تجهر بكل صلاتك ولا تخافت بكلها بل أجهر بصلاة الليل والفجر وخافت بالظهرين.
وفسر الجهر بسماع الصحيح القريب إذا استمع والاخفات بسماع النفس.
قيل: ويحتمل أنها منسوخة بقوله (أدعوا ربكم تضرعا وخيفة) بناء على
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614