مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٩٥
ومعنى خلق التكوين وجود الخير والشر في الخارج، وهو من فعلنا.
ومثله " إن الله خلق السعادة والشقاوة " وبهذا يندفع ما يقال: إنه ورد في النقل الصحيح أنه خالق الخير والشر.
وكذا قوله تعالى بعد ذكر الحسنة والسيئة (قل كل من عند الله) [4 / 77] على أنه ممكن أن يراد بالخير ما كان ملائما للطباع كالمستلذ من المدركات، وبالشر ما يلائم كخلق الحيات والعقارب والمؤذيات، فإنها تشتمل على حكمة لا نعلم تفصيلها.
وقد تقدم في (سوا) مزيد بحث في هذا.
وفي حديث أول ما خلقه الله تعالى " ولو كان أول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ إذا لم يكن له انقطاع أبدا، ولم يزل الله ومعه شئ ليس هو يتقدمه ".
قال بعض الشارحين: فيه رد على ما زعمته الفلاسفة ومن تابعهم أن كل حادث مسبوق بمادة، ولو صح ذلك للزم محالان:
أحدهما التسلسل في جانب المبدأ.
والثاني خلاف ما أجمعت عليه البراهين القطعية خ ل ل قوله تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا) [4 / 124] الخليل: الصديق الذي يخالل في أمرك.
وهو فعيل من الخلة أي المودة والصداقة، والجمع أخلاء.
قال الله تعالى (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [43 / 67].
واختلف في معنى (واتخذ الله إبراهيم خليلا) [4 / 124] فقيل نبيا مختصا به، قد تخلل من أمره.
وقيل فقيرا محتاجا إليه.
ويقال هو عبارة عن اصطفائه واختصاصه بكرامة تشبه الخليل عند خليله.
وفي الحديث " إتخذ الله إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، ونبيا قبل أن يتخذه رسولا، ورسولا قبل أن يتخذه خليلا، وخليلا قبل أن يجعله إماما، فلما جمع له هذه الأشياء، قال إني جاعلك للناس إماما ".
قوله (لا بيع فيه ولا خلة)
(٦٩٥)
مفاتيح البحث: البيع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614