مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٩٤
وعن بعض الشارحين: حقيقة حسن الخلق أنه لصورة الانسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولها أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف المصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تكرر مدح حسن الخلق وذم سوئه في الأحاديث.
وفي الحديث " من سعادة الرجل أن يكون له ولد يعرف فيه شبه خلقه وخلقه " وفلان يتخلق بغير خلقه أي يتكلفه. والخلقة: الفطرة.
والخليقة: الطبيعة والجمع الخلائق.
ومنه قول بعضهم (1):
ومهما يكن عند امرء من خليقة.
وإن خالها تخفى على الناس تعلم وفي حديث الخوارج " هم شر الخلق والخليقة ".
قال بعض الشارحين: الخلق الناس، والخليقة البهائم.
وقيل هما بمعنى، ويريد بهما جميع الخلائق.
يقال هم خلق الله وخليقة الله.
وفلان خليق بكذا أي جدير.
وقوله عليه السلام " ما أخلقك أن تمرض سنة " كأن المعنى ما أليق بك وأجدر بك ذلك.
وخلق الثوب بالضم: إذا بلي فهو خلق بفتحتين.
وأخلق الثوب مثله.
وثوب أخلاق: إذا كان الخلوقة فيه كله.
واخلولق الاجل: إذا تقادم عهده.
وفي الحديث " خلقت الخير وأجريته على يدي من أحب، وخلقت الشر وأجريته علي يدي من أريده ".
المراد بخلق الخير والشر خلق تقدير لا خلق تكوين.
ومعنى خلق التقدير: نقوش في اللوح المحفوظ.

(1) هو زهير بن أبي سلمى المري. وهذا البيت من قصيدته التي كانت احدى المعلقات السبع.
(٦٩٤)
مفاتيح البحث: الخوارج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 689 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614