مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٧٥
وفيه: " خير الذكر الخفي " أي ما أخفاه الذاكر.
و " المخفي للصدقات " المستتر بها. ذكر المؤرخون أن زين العابدين علي بن الحسين - عليهما السلام - كان يعول أربعمائة بيت في المدينة، وكان يوصل قوتهم إليهم بالليل، وهم لا يعرفون من أين يأتيهم، فلما مات (ع) انقطع عنهم ذلك، فعلموا أن ذلك منه (1).
وفي الحديث: " تصدق إخفاء حتى لا تعلم شماله " (2). قيل: هو ضرب مثل، والمعنى حتى لا يعلم ملك شماله.
و " استخفيت منه " تواريت، ولا تقل " إختفيت "، وفيه لغة.
و " فعلته خفية " - بضم الخاء وكسرها.
وفي حديث أبي ذر: " سقطت كأني خفاء " (3) الخفاء: الكساء، وكل شئ غطيت به شيئا فهو خفاء.

(1) انظر تفصيل هباته وسخائه (ع) في إعلام الورى ص 256، الإمام زين العابدين للمقرم ص 334 - 337.
(2) في التاج ج 2 في ص 40 من حديث عن النبي صلى الله عليه وآله: " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ".
(3) أبو ذر الغفاري هو جندب - بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة - ابن جنادة الصحابي المشهور الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر " وقال صلى الله عليه وآله: " أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده وورعه " أخرجه عثمان من المدينة إلى الشام فجعل يذكر هناك مساوى. معاوية ومخازيه ويبين ما جاء به معاوية من البدع، فطلب معاوية إلى عثمان استرداد أبي ذر من الشام، فأمره عثمان بالرجوع إلى المدينة ثم نفاء إلى ربذة فمات فيها سنة 31 أو 32، وصلى عليه عبد الله بن مسعود في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وكانوا مقبلين من الكوفة.
(٦٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 670 671 672 673 674 675 676 677 678 679 680 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614