مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥٦٦
مضى ولما يستقبل، ومنها غير مطابق (1) وقد مر في " رأى " أن منها ما يكون من الشيطان.
وفي الحديث " لم تكن الأحلام قبل وإنما حدثت، والعلة في ذلك أن الله عز ذكره بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة، وإن عصيتم أدخلكم النار! فقالوا: وما الجنة وما النار؟
فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متم، فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا!
وازدادوا تكذيبا وبه استخفافا فأحدثت الأحلام فيهم فأتوه وأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله تعالى أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم وأزيلت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان ".
ويستفاد من هذا الحديث أمور:
" منها " أن الأحلام حادثة، و " منها " أن عالم البرزخ يشبه عالم الأحلام، و " منها " أن الأرواح تعذب قبل أن تبعث الأبدان.
وحلم - بالفتح - واحتلم.
والاحتلام: رؤية اللذة في النوم، أنزل أم لم ينزل.
ومنه " احتلمت " أي رأت في النوم أنها تجامع.
والحلم - بالتحريك -: القراد الضخم. الواحدة حلمة، كقصب وقصبة.
ومنه قيل لرأس الثدي حلمة على التشبيه بقدرها، وهما حلمتان.
وحليمة السعدية: مرضعة النبي صلى الله عليه وآله.

(1) في حديث الصادق عليه السلام للمفضل بن عمر " فكر يا مفضل في الاحكام كيف دبر الامر فيها فمزج صادقها بكاذبها فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء! ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كان فضلا لا معنى لها فصارت تصدق أحيانا فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى بها أو مضرة يتحرز منها، وتكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد ".
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614