مضى ولما يستقبل، ومنها غير مطابق (1) وقد مر في " رأى " أن منها ما يكون من الشيطان.
وفي الحديث " لم تكن الأحلام قبل وإنما حدثت، والعلة في ذلك أن الله عز ذكره بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة، وإن عصيتم أدخلكم النار! فقالوا: وما الجنة وما النار؟
فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متم، فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا!
وازدادوا تكذيبا وبه استخفافا فأحدثت الأحلام فيهم فأتوه وأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله تعالى أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم وأزيلت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان ".
ويستفاد من هذا الحديث أمور:
" منها " أن الأحلام حادثة، و " منها " أن عالم البرزخ يشبه عالم الأحلام، و " منها " أن الأرواح تعذب قبل أن تبعث الأبدان.
وحلم - بالفتح - واحتلم.
والاحتلام: رؤية اللذة في النوم، أنزل أم لم ينزل.
ومنه " احتلمت " أي رأت في النوم أنها تجامع.
والحلم - بالتحريك -: القراد الضخم. الواحدة حلمة، كقصب وقصبة.
ومنه قيل لرأس الثدي حلمة على التشبيه بقدرها، وهما حلمتان.
وحليمة السعدية: مرضعة النبي صلى الله عليه وآله.