مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥١٧
ثم رجع فبات في فارس، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا أعظم من هذا أو سمعتم. قالوا: لا، فنادى ملك في السماء تسبيحة في الله أعظم مما رأيتم.
قوله: (وإذا الوحوش حشرت) [81 / 5] أي جمعت.
قوله: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) إلى قوله (ثم إلى ربهم يحشرون) [6 / 38] اختلف أهل العلم في حشر البهائم والوحش والطير، فقيل حشر كل شئ الموت غير الجن والإنس فإنهما يوافيان القيامة، وإليه ذهب أبو الحسن الأشعري لأنها غير مكلفة، وما ورد من الاخبار فعلى سبيل المثل والاخبار على شدة التفصي في الحساب، وانه لابد أن يقتص للمظلوم من الظالم. قال والجمهور منهم الجميع يحشرون ويبعثون حتى الذباب ويقتص بعضها من بعض، فيقتص للجماء من القرناء مع احتمال أنها تعقل هذا القدر في دار الدنيا، وهذا جار على مقتضى العقل والنقل لان البهيمة تعرف النفع والضر وتنفر من العصا وتقبل إلى العلف وينزجر الكلب إذا انزجر وإذا اشتلى يشتلى والطير والوحش تنفر من الجوارح استدفاعا لشرها.
والقرآن الكريم يدل على الإعادة، وكذا كثير من الاخبار من الفريقين، ويشهد لذلك أن كل واحد من الحيوانات يعرف أربعة أشياء: يعرف من خلقه، ويعرف ما يضره وينفعه، ويعرف الذكر الأنثى والأنثى الذكر، ويعرف الموت.
وقوله عليه السلام " لو تعلم الشاة ما تعلمونه من الموت ما أكلتم منها سمينا " يريد المعرفة التامة لا مطلق المعرفة.
و " المحشر " بفتح الميم وكسر الشين موضع الحشر، وهو المحشر بالفتح، يقال حشرهم حشرا من باب قتل جمعهم، ومن باب ضرب لغة.
وحشر الأجساد: هو عبارة عن جمع أجزاء بدن الميت وتأليفها مثل ما كانت وإعادة روحه المدبرة إليه كما كان، ولا شك في إمكانه والله تعالى قادر على كل ممكن عالم بالجزئيات، فيعيد الجزء المعين للشخص المعين، ولما كان حشر الأجساد حقا وجب أن لا تعدم أجزاء المكلفين وأرواحهم بل يتبدل التأليف
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614