مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥١٦
" دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلينا قطيفة، فلما رأيناه تحشحشنا فقال: مكانكما ".
ح ش د في الحديث " فلما حشد الناس قام خطيبا " أي جمع، من قولهم " حشدت القوم " من باب قتل، وفي لغة من باب ضرب: إذا جمعتهم.
ومنه " إحتشد القوم لفلان " إذا اجتمعوا وتأهبوا.
وجاء فلان حاشدا: أي مستعدا متأهبا.
و " رجل محشود " لمن كان الناس يسرعون لخدمته لأنه مطاع.
ح ش ر قوله تعالى: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) [18 / 47] أي جمعناهم، والحشر الجمع بكسرة مع سوق.
ومنه قوله تعالى: (يوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله) [25 / 18].
قوله (لأول الحشر) [59 / 2] أي أول من حشر وأخرج من داره وهو الجلاء، وعن الأزهري هو أول من حشر إلى الشام يحشر إليها يوم القيامة. نقل إن الآية نزلت في إجلاء بني النضير من اليهود، وهو أول من أخرج من أهل الكتاب من جزيرة العرب، فجلوا إلى الشام إلى أريحا وأذرعات، وهذا أول حشرهم وآخر حشرهم يوم القيامة، لان المحشر يكون بالشام (1).
قوله: (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير) [27 / 17] الآية. أي جمع له ذلك، فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير وقام الجن والإنس حتى يجلس على السرير، وكان لا يسمع بملك في ناحية الأرض إلا أذله وأدخله في دين الاسلام. وكان عسكر سليمان فيما نقل مائة فرسخ خمسة وعشرون من الانس وخمسة وعشرون من الجن وخمسة وعشرون من الطير وخمسة وعشرون من الوحش.
ويروى أنه أخرج مع سليمان من بيت المقدس ستمائة ألف كرسي عن يمينه وشماله وأمر الطير أظلتهم وأمر الريح فحملتهم حتى وردت بهم مدائن كسرى،

(1) انظر مجمع البيان ج 5 ص 256.
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614