مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥٢٧
يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو أمة أهلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من إمام عادل أو جائر يعرفه باسمه ونسبه، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا، وكم من امام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من إمام منصور لا تنفعه نصرة من نصره، قوله: (وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها) أي لا تطيقون إحصاءها والاحصاء يكون علما ومعرفة ويكون إطاقة.
قوله: (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى) الآية، أي الفريقين أصوب وأحفظ (لما لبثوا) أي مكثوا، يعني أصحاب الكهف في كهفهم، و (أمدا) غاية، وقيل: عددا، وفي نصبه وجهان:
أحدهما على التفسير - كذا قيل، وفي تفسير الشيخ أبي علي: (ره) ثم (بعثناهم) أي أيقظناهم من نومهم (أي الحزبين) فيه معنى الاستفهام، ولذلك علق فيه (لنعلم) فلم يعمل فيه، و (أحصى) فعل ماض، ومعناه: أي الحزبين من المؤمنين والكافرين من قوم أصحاب الكهف أضبط أمدا لأوقات لبثهم، ولا يكون (أحصى) من أفعل التفضيل في شئ، لأنه لا يبنى من غير الثلاثي المجرد، ولم يزل سبحانه عالما بذلك وإنما أراد ما تعلق به العلم من ظهور الامر لهم ليزدادوا إيمانا، وقيل: يعني ب‍ (الحزبين) أصحاب الكهف وانهم لما استيقظوا اختلفوا في مقدار لبثهم.
قوله: (والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم) يعني انه يعسر عليكم ضبط أوقات الليل وحصر ساعاته، بل سبحانه هو المقدر لذلك، أي العالم بمقداره، قوله: (فتاب عليكم) قيل: معناه نسخ الحكم الأول، بأن جعل قيام الليل تطوعا بعد أن كان فرضا، وقيل: معناه لم يلزمكم إثما ولا تبعة، وقيل: معناه خفف عليكم، لأنهم كانوا يقومون الليل كله حتى انتفخت أقدامهم

(٥٢٧)
مفاتيح البحث: النوم (1)، القتل (1)، الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614