تفضيلة، نحو " ضربه سوطا " بمعنى ضربه، وانتصب أجرا بفعل أيضا لأنه في معنى أجر لهم اجرا ودرجات ومغفرة ورحمة بدل من اجرا.
و " الجهاد " بكسر الجيم مصدر جاهد يجاهد جهادا ومجاهدة، وبفتح الجيم:
الأرض الصلبة، وشرعا بذل المال والنفس لاعلاء كلمة الاسلام وإقامة شعائر الايمان.
وفي الدعاء " وأعوذ بك من جهد البلاء " هو بفتح الجيم مصدر قولك " إجهد جهدك في هذا الامر " أي أبلغ غايتك.
و " جهد البلاء " الحالة التي يختار عليها الموت، وقيل هي قلة المال وكثرة العيال.
وفي الخبر عنه صلى الله عليه وآله " جهد البلاء هو أن يقدم الرجل فيضرب عنقه صبرا، والأسير ما دام في وثاق العدو والرجل يجد على بطن امرأته رجلا ".
وفيه " رب لا تجهد بلائي " أي لا توصله إلى ذلك المقدار.
وجهده الامر: أي بلغ منه المشقة.
وقولهم " لا أجهدك " اي لا أبلغك غاية، أو لا أشق عليك ولا أشدد.
قوله " والوصية بالربع جهد " أي غاية ونهاية.
و " أجهد أن تبول " أي لك الجهد في ذلك.
وقوله " من غير أن تجهد نفسك " أي من غير مبالغة ومشقة فيما تفعل.
وفي الحديث " أفضل الصدقة جهد المقل " أي ما بلغه وسعه، وربما عورض بقوله عليه السلام " خير الصدقة ما كانت عن ظهر غنى " يعنى ما فضل عن العيال، وقد يقال المراد بالغنى سخاوة النفس وقوة العزيمة ثقة بالله، كما روي " أن الغنى غنى النفس " يدل على ذلك قوله " يأتي أحدكم بما يملكه ويقال هذه صدقة ثم يقعد يتكفف الناس " أي يأخذ ببطن يده، وهو كناية عن التصدي للسؤال فكره له ذلك.
وفيه " أفضل الجهاد جهاد النفس " وهو قهرها وبعثها على ملازمة الطاعات ومجانبة المنهيات، ومراقبتها على مرور الأوقات، ومحاسبتها على ما ربحته وخسرته في دار المعاملة من السعادات، وكسر قوتها البهيمية والسبعية بالرياضات، كما