مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤١٧
قيل الجهاد بمعنى رتبة الاحسان. وهو أنك تعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ولذلك قال (حق جهاده) أي جهادا حقا كما ينبغي بجذب النفس وخلوصها عن شوائب الرياء والسمعة مع الخشوع والخضوع، والجهاد مع النفس الامارة واللوامة في نصرة النفس العاقلة المطمئنة، وهو الجهاد الأكبر، ولذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه رجع عن بعض غزواته فقال: " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".
قوله: (والذين لا يجدون إلا جهدهم) [9 / 79] قرئ بفتح الجيم وضمها: أي وسعهم وطاقتهم، وقيل المضموم الطاقة والمفتوح المشقة.
قوله: (جهد أيمانهم) [5 / 35] أي بالغوا في اليمين واجتهدوا.
قول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) [29 / 69] قال الشيخ أبو علي: أي جاهدوا الكفار ابتغاء مرضاتنا وطاعة لنا وجاهدوا أنفسهم في هواها خوفا منا، وقيل معناه اجتهدوا في عبادتنا رغبة في ثوابنا ورهبة من عقابنا (لندينهم سبلنا) أي لندينهم السبل الموصلة إلى ثوابنا، وقيل لنوفقنهم لازدياد الطاعات ليزداد ثوابهم، وقيل معناه والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة، وقيل معناه والذين يعلمون بما يعملون لندينهم إلى ما لا يعلمون (1).
قوله: (وجاهدا في سبيله) [5 / 35] أي في طريق دينه مع أعدائه، قيل أمر الله بالجهاد في دين الله لأنه وصلة إلى ثوابه.
قوله: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة) [4 / 95] معناه - على ما ذكر في التفاسير - هو أن الله فضل المجاهدين على القاعدين عن الجهاد من أولى الضرر - أعني المرض والعاهة من عمى وعرج أو زمانة أو نحوها - درجة وكل فريق من المجاهدين والقاعدين وعد الله الحسنى أي المثوبة وهي الجنة، وفضل الله المجاهدين على القاعدين من غير أولي الضرر أجرا عظيما درجات منه ومغفرة، فدرجة انتصب لوقوعها موقع المرة، كأنه قال فضلهم

(1) مجمع البيان ج 4 ص 293.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614