مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
وإلا فعالم الغيب والشهادة لا يخفى عليه شئ، وإنما يبلو ويختبر من تخفى عليه العواقب.
وعن الصادق (ع): " ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا وانما الإصابة خشية الله والنية الصادقة " (1) وعن بعض المفسرين: جملة (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) تعليل لخلق الموت والحياة في قوله: (خلق الموت والحيوة) والنية الصادقة انبعاث القلب نحو الطاعة، غير مخلوط فيه شئ سوى وجه الله سبحانه كمن يعتق عبده مثلا ملاحظا مع القربة الخلاص من مؤنته أو سوء خلقه ونحو ذلك.
قوله: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا) (ليبلوكم) متعلق بما تقدم، أي خلقهن لحكمة بالغة، وهي أن يجعلها مساكن لعباده، وينعم عليهم فيها بفنون النعم ويكلفهم ويعرضهم للثواب، ولما أشبه ذلك اختبار المختبر.
قال: (ليبلوكم) أي ليفعل بكم ما يفعل المبتلى لأحوالكم.
وفى الحديث: " أعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء " وهي كما جاءت به الرواية عن سيد العابدين عليه السلام:
" ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ".
وفيه: " الحمد لله على ما أبلانا " أي أنعم علينا وتفضل، من الابلاء الذي هو الاحسان والانعام.
وفيه: " الحمد لله على ما أبلا وابتلى " أي على ما ابلى من النعم وابتلى من النقم.
يقال: " أبلاه الله بلاء حسنا " أي بكثرة المال والصحة والشباب، وابتلاه اي بالمرض والفقر والمشيب.
وفيه: " لا تبتلنا إلا بالتي هي أحسن " اي لا تمتحنا ولا تختبرنا إلا بالتي هي أحسن.

(١) البرهان ٢ / 207.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614