وفيه: " إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك " اي لامتحنك هل تقوم بما أمرت به من تبليغ الرسالة والجهاد والصبر، وابتلى بك قومك من يتبعك ومن يتخلف عنك ومن ينافق معك.
و " ابتليت بهذا العلم " أي اختبرت به وامتحنت.
والبلية والبلوى والبلاء واحد، والجمع البلايا.
" ولا أباليه ": لا اكترث به ولا أهتم لاجله (1) ومنه " ما باليت به ".
ومنه " لا أبالي أبول أصابني أم ماء ".
ومنه حديث اهل الجنة والنار: " هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي ".
وفيه: " من لا يبالي ما قال وما قيل فيه فهو لغية أو شرك شيطان " (2) وفسره بمن تعرض للناس يشتمهم وهو يعلم انهم لا يتركونه.
و " بلي الثوب يبلى " - من باب تعب " بلى " - بالكسر والقصر - و " بلاء " - بالضم والمد -: خلق، فهو " بال ".
و " بلى الميت " أفتنه الأرض.
وفي حديث الصادق (ع) - وقد سئل عن الميت يبلى جسده - قال: " نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى بل تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق منها أول مرة ".
و " بلى " حرف إيجاب، فإذا قيل:
" ما قام زيد " وقلت في الجواب " بلى " فمعناه إثبات القيام، وإذا قلت: " ليس كان كذا " وقلت: " بلى " فمعناه التقرير والاثبات.
ولا يكون معناه إلا بعد نفي إما في أول كلام - كما تقدم -، وإما في أثنائه كما في قوله تعالى: (أيحسب الانسان أن