الغدير متواترة فيما بين المؤمنين وإن أنكرها بعض أهل الخلاف.
قوله: (فإذا بلغن أجلهن) أي قرب بلوغ أجلهن (فأمسكوهن بمعروف) [65 / 2].
ونظير ذلك في لغة العرب كثير، قال تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ) والاستعاذة قبل.
والبلوغ: الوصول أيضا، قال تعالى:
(وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن) [2 / 232] وقوله: (هديا بالغ الكعبة) [5 / 95] أي واصلها.
قوله: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم) [24 / 59] الآية، هو من قوله بلغ الصبى بلوغا من باب قعد: احتلم ولزمه التكليف، فهو بالغ والجارية بالغ بغير هاء، وربما أنث مع ذكر الموصوف.
قال بعض الأفاضل: ويعلم البلوغ بانبات الشعر الخشن على العانة أو خروج المني الذي منه الولد، وهذان الوصفان للذكور والإناث، أو السن وهو بلوغ خمسة عشر سنة، وفي رواية من ثلاثة عشر إلى أربعة عشر، وفي أخرى ببلوغ عشر، وأما الأنثى فببلوغ تسع، ويعلم بلوغ الخنثى بخمسة عشر سنة وبالمني من الفرجين والحيض من فرج النساء مع المني من فرج الرجال والانبات.
وفي حديث عيسى عليه السلام " رح من الدنيا ببلغة " أي بكفاية " وليكفك الخشن الجشب " وفي الحديث " لا تطلبوا من الدنيا أكثر من البلاغ " (1) هو ما كفى وبلغ مدة الحياة.
وفى دعاء الاستسقاء " واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين " أي نتوصل به إلى حين وزمان.
وبالغ في الامر يبالغ مبالغة وبلاغا:
إذا اجتهد فيه ولم يقصر.
وفى خبر عائشة يوم الجمل وقد قالت لعلي عليه السلام " قد بلغت منا البلغين " البلغين بكسر الباء وضمها مع فتح اللام الداهية، وهو مثل، ومعناه بلغت منا كل مبلغ، مثل " لقيت منه البرحين " أي كل الدواهي.