القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢١
فإنه رحمه الله غلط وأصاب وأخطأ المرمى وأصاب كسائر العلماء الذين تقدموه وتأخروا عنه فانى لا أعلم في الدنيا كتابا سلم إلى مؤلفه فيه ولم يتعقبه بالتتبع من يليه وذكر المجاشعي في الشجرة ان الجوهري لما ألقى نفسه فمات بقى الكتاب مسودة غير منقح ولا مبيض فبيضه تلميذه أبو إسحاق الوراق بعد موته فغلط فيه في عدة مواضع غلطا فاحشا وفى ضالة الأديب من الصحاح والتهذيب سألت الامام الميداني عن الخلل الواقع في الصحاح فقال إنه قرئ عليه إلى باب الضاد فحسب وبقى أكثر الكتاب على سواده ولم يقدر له تنقيحه ولا تهذيبه قال ومن زعم أنه سمع من الجوهري شيئا من الكتاب زيادة على باب الضاد فقد كذب قال ورأيت نسخة السماع وعليها خطه إلى باب الضاد وهى الآن موجودة في بلادنا قال في يتيمة الدهر وتلك النسخة بيعت بمائة دينار بنيسابور ثم حملت إلى جرجان وتعقب ذلك ياقوت بأن في كلام الحسن النيسابوري اللغوي ما يقتضى انه بيضه كله اه ونبهت على ذلك حال كوني (غير طاعن) أي غير قادح (فيه) يقال طعنت فيه بالقول وطعنت عليه من باب قتل ومن باب نفع لغة قدحت وعبت ومنه هو طعان في أعراض الناس وقال الراغب أصل الطعن الضرب بالرمح ونحوه ثم أستعير للوقيعة وقال الزمخشري من المجاز طعن فيه وعليه وهو طعان في اعراض الناس (ولا قاصد بذلك تنديدا له) أي اظهار عيب عليه والتنديد التصريح بالعيوب كما سيجئ (وازراء) أي تحقيرا (عليه وغضا) تنقيصا (منه) يقال غض من فالن غضا وغضاضة تنقصه ولحقه من هذا غضاضة أي نقص وعيب وعليك في هذا الامر غضاضة فالاتفعله (بل استيضاحا للصواب) أي طلبا لوضوحه أي ظهوره (واستر باحا للثواب) أي ابتغاء له منه تعالى باظهار الحق والاسترباح ابتغاء الربح والثواب الجزاء أو ما يرفع للانسان من خير عمله (وتحرزا) تحفظا يقال احترز من كذا وتحرز تحفظ وأحرزوا أنفسكم (وحذارا) أي خوفا يقال حذر الشئ إذا خافه فالشئ محذور أي مخوف قال الزمخشري ومن الكنابة رجل حذر وحذر أي متيقظ محترز وحاذر مستعد (من أن ينمى) أي ينسب (إلى) يقال نميته إلى أبيه نسبته وانتمى إليه انتسب قال الزمخشري ومن المجاز نميت الحديث إلى فالن رفعته وأسندته ونمى إليه الحديث ونميت الحديث بلغته على جهة الافساد وفالن ينمى أحاديث الناس (التصحيف) التغيير والتبديل في الكلام قالوا والتصحيف تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى المراد من الوضع وأصله الخطأ يقال صحفه فتصحف أي غيره فتغير حتى التبس واشتبه وهو لحالة مصحف وقال الراغب التصحيف قراءة الشئ على غير ما هو لاشتباه حروفه (أو يعزى) ينسب يقال عزوته إليه وهذا الحديث يعزى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها الزمخشري (إلى الغلط) الخطأ غلط في منطقه غلطا أخطأ وجه الصواب وغلطته أنا قلت له غلطت أو نسبته إلى الغلط (والتحريف) والتغيير العدول بالكلام إلى خلاف جهة الصواب يقال حرفت الشئ عن وجهة غيرته وانحرف عن كذا مال وتحريف الكلام أن يعدل به عن وجهة ومنه يحرفون الكلم عن مواضعه وقوله لا متحرفا لقتال أي مائلا إليه (على انى لو رميت) قصدت وطلبت (للنضال) ككتاب أي للترامي بشريق المغالبة يقال ناضلته راميته فنضلته غلبته في الرمي وتناضلوا يفتخرون (ايتار القوس) شد وترها (لأنشدت) في مقام التفاخر والمباهاة ولادعاء وانشاد الشعر قراءته (بيتي الطائي) تثنية بيت وهو من الشعر ما يشتمل على أجزاء معلومة وتسمى أجزاء البيت في عمارته على نوع خاص والطائي نسبة الس طي القبيلة المشهورة (حبيب بن أوس) وهو أبو تمام وقد مرا (ولم أخش ما يلحق المزكى نفسه)
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»