المؤيد ممهد الدين داود بن علي كما سيأتي (مسدد الملك) أي مقويه ومنطم ما اختل منه (ومشيده) أي رافعه وفى الفقرتين الترصيع والالتزام والمبالغة (من في وجهه مقباس نور وأي مقباس) أي مقباس عظيم وفى ذكر النور والاحتراس. دفع الايهام لان المقباس هو شعلة نار (بدر محيا وجهه الأسنى) أي حر وجهه الأضوأ أو الأرفع الذي هو كالبدر (لنا مغن) أي كاف (والنبراس) بالكسر المصباح وفيه المبالغة (من اسره) بالضم أي رهط وفى قوله (وجلت فاعتلت) أي ارتفعت (عن أن يقاس علاؤها بقياس) جناس الاشتقاق ومراعاة النظير (رووا الخلافة كابرا عن كابر) أي أسندوها معنعنة من غير انقطاع كما ينقل الحديث ويحمل عن أصحابه (فروى على) أراد به الأمير شمس الدين عليا أول من ملك من هذا البيت (عن رسول) أي أخذ الخلافة عن والده رسول ويقال ان اسمه محمد بن هارون وهو أول من عهد إليه بالنيابة الخليفة المستعصم بالله العباسي أبو محمد عبد الله (مثل ما يرويه) الملك المظفر المؤيد ممهد الدين (داود) بن يوسف (صحيحا عن) جده الملك المنصور (عمر) وذلك لأنه لم يل الخلافة بعد والده وانما وليها بعد أخيه الملك الأشرف وغيره (وروى على عنه) أي عن والده داود (رواه عباس) صاحب بيد وتعز (كذلك عن) والده (على) السابق ذكره (ورواه) الممدوح الملك الأشرف (إسماعيل عن) والده (عباس) ألف المؤلف عدة تآليف باسمه وكان قد تزوج بابنته وهو الذي ولاه قضاء الأقضية باليمن (على رياض المنى) جمع منية ما يتمناه الانسان (وتقبل) أي تقيم وققد يقيد بطول النهار كالبيتوتة بطول الليل (وتشتمل على مناكب الآفاق أردية عواطفه) جمع عاطفة وهى الخصلة التي تحمل الانسان على الشفقة (عوارفه) جمع عارفه وهى المعروف والعطية وفى الفقرتين استعارة مكنية وتخييلية وترشيح والترصيع والجناس اللاحق (وتشمل رأفته) إلى قوله والأسداد) يعنى ان هذا الممدوح لعلو همته وكمال رأفته يحول بين متعلقاته وبين المحن والبلايا والأضداد والاعداد بأنواع الموانع والحجب التي تحفي هم من الآفات وفيه الترصيع والالتزام (ولم يسع البليغ سوى سكوت الخ) يعنى ان البليغ غرق في تيار بحر عطاياه المتلاطمة الأمواج فلا يسعه الا السكوت كالحوت الذي امتلأ فوه بالماء فلا يستطيع كلام (ولم ترتم جواري الزهر الخ) يعنى ان الجواري الكنس الزاهرة لم ترتم في البحر العي يم أي في وسطه مقالبة للأفق الاطلبا منها أن تكون مشابهة للفرائد التي ينظمها في قلائد عطاياه وفيه الترصيع والالتزام والمبلغة وغيرها (بحر على عذوبة مائه) أي هو بحر أي كالبحر وفيه احتراس لانهم قرروا ان الجواهر انما تستخرج من البحر الملح (وتزهي) مجهولا أي تفخر وأراد (بالجواري المنشأت) القصائد والامداح بدليل قوله (من بنات الخاطر) لأنها تتولد من الخواطر (زواخره) أي مواد عطاياه التي هي كالبحر (أودية جوده) أي جوده الجاري كالأودية (ولم يرض للمجتدى) أي السائل (نهرا) أي معنا وزجرا (وطامى عباب الكرم يجارى نداه) يعنى ان الكرم الكثير الذي هو كالسيل المرتفع بجاري عطاءه (الرافدين) هما دجلة والفرات (وبهرا) أي ويقال لهما بهرالكما أي تعسا كيف تقدران على المجاراة (خضم) أي هو سيد حمول كثير العطاء (لا يبلغ كنهه المتعمق) أي لا يصل إلى حقيقة المتنطع والمتكلف (عوض) من الظروف المستعملة خلاف قط أي لا يصل إلى ادراك حقيقته أبدا (الجداول) الأنهار الصغيرة (ثمادها) جمع ثمد بالتحريك أي قليلها (وتغترف من جمته) أي من معظمه (مجلسه العالي) أي ذاته كقولهم الجناب العالي والمقام الرفيع (كحامل القطر الدأماء) من أسماء البحر أي فلا صنيعة ولا منه لمن يحمل القطر إلى البحر وفيه تلميح إلى قول الشاعر
(٢٦)