القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢٢
أي الذي ينسبها إلى الصلاح ويدعيه لها يقال زكا الزرع يزكو إذا صلح وزكيته بالتثقيل نسبته إلى الزكاء وهو الصلاح (من المعرة) المساءة والفضيحة وهذا أولى من تفسيره هنا بالاثم وإن كان يقال عليه قال ابن فارس وغيره المعرة المساءة والاثم وعرة يعره لطخه به والعرة الفضيحة والقذر وقال الراغب تستعا المعرة للمضرة تشبيها بالعر الذي هو الجرب (والدمان) الدمان بفتح الدال القبح أي القباحة اللاحقة لي مما أجمع على ذمه وهو تزكية النفس فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بم اتقى قيل لبعض الحكماء ما الذي لا يحسن وان حقا قال مدح الرجل نفسه وإن كان محقا (لتمثلت) لأنشدت والتمثيل انشاد البيت بعد البيت (بقول أحمد بن سليمان) أبى العلاء المعرى الامام اللغوي الأصولي النحوي لشاعر أحد أذكياء العالم الواصل علم شهرته إلى العيوق وسليمان اسم جده واسم أبيه عبد الله (أديب معره النعمان) بفتح النون بلد معروف من بألد الشام حيث قال وانى وان كنت الأخير زمانه * لآت بما لم تستطعه الأوائل ولد أبو العلاء المعرى سنة 363 وأصابه الجدري وهو ابن أربع سنين فعمى ونشأ ببلده المعرة ثم رحل إلى بغداد ليقيم بها فأقام بها نحو سنتين ولم تطب له فرجع إلى بلده فلزمها إلى أن مات في عشر التسعين وكان غزير بن الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم بليغ الشعر جزل الكلام وشهرته تغنى عن ترجمته وفضله ينطق بسجيته وهو من بيت فضل وعلم وحكم ومن تقدمه من أهله ومن تأخر عنه من ولد أبيه ونسله ما بين عالم وقاض وشاعر مفوه ولما عاد إلى لبلده لزم بيته فلم يخرج منه مطلقا وسمى نفسه رهين المحبسين وكان يلعب بالشطرنج والنرد ويدخل في كل فن ويقول أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر وقد طال اختلاف الناس فيه فمن قائل هو زاهد عابد متقلل يأخذ نفسه بالرياضة والصوم والخشونة والقناعة بالقليل والاعراض عن أعراض الدنيا ومن قائل هو زنديق يذهب إلى رأى البراهمة ولا يرى افساد الصورة ولا يؤمن بالرسل والبعث وأقام خمسا وأربعين سنة لا يأكل لحما ولا ما خرج من حيوان ومرض فقال الطبيب ان لم يأكل اللحم هلك فأتى بفروج فصاح فاستدعاه ولمسه بيده فوحده يرعد فقال استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الأسد فلم يمكن من ذبحه حتى مات وقد كثرت تصانيف الناس فيه ما بين منتصف ومكفر وله تصانيف عد بعضهم منها نحو سبعين (ولكن أقول كما قال) الامام اللغوي النحوي (أبو العباس) محمد بن يزيد الثمالي الملقب (المبرد) قال الأزهري أجمع أهل هذه الصناعة على أنه لم يكن في زمنه مثله ومثل ثعلب وكان المبرد أعذب الرجلين كلاما وأحفظهما للشعر والنوادر الظريفة والاخبار الفصيحة واعلمهما بمذاهب النحاة البصريين (في) كتابه (الكامل) وهواسم طابق مسماه قال المنذري اختلفت إلى أبى العباس المبرد أشهر وأنحيت عليه أجزاء من كتابه الكامل وما بلغت من سماعها على شئ فلم يأذن لي في عرض حكاية واحدة لم يقع عليها الشرط مات في حدود المائتين (وهو القائل المحق) أي المستوجب للحكم على قوله بأنه حق يقال استحق فلان الامر استوجبه وأحق بالألف قال حقا وأظهر وادعاه فوجب له فهو محق (ليس لقدم العهد يفضل الفائل) أي ليس الشأن تفضيل الفائل وهو بالفاء أي المخطئ لقدم العهد أي لطول زمانه وكونه شيخا كبيرا كذا قرره بعض الشارحين وقال الزمخشري رجل فائل الرأي وقال الرأي وقد فال رأيه وتفيل وقد فيلت رأيه وما كنت أحب أن أرى في رأيك فيالة فيولة وتقول قد فال فال رأيك يامن رأيه الفال (ولا لحدثانه يهتضم المصيب) أي ولا يظلم المصيب لحدثانه أي لكونه شابا صغيرا وهو بكسر الحاء وسكون الدال يقال حدثان الامر لأوله وكان ذلك في حدثان أمره والاهتضام الظلم يقال هضمه هضما دفعه عن موضعه فانهضم قال الزمخشري ومن المجاز هضمه حقه نقصه وهضمه
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»