لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٩٠
وأنشد الأزهري:
وعذتم بأحقاء الزنادق، بعدما عركتكم عرك الرحى بثفالها وقولهم: عذت بحقو فلان إذا استجرت به واعتصمت. والحقو والحقو والحقوة والحقاء، كله: الإزار، كأنه سمي بما يلاث عليه، والجمع كالجمع. الجوهري: أصل أحق أحقو على أفعل فحذف لأنه ليس في الأسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أدى قياس إلى ذلك رفض فأبدلت من الكسرة فصارت الآخرة ياء مكسورا ما قبلها، فإذا صارت كذلك كان بمنزلة القاضي والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين، والكثير في الجمع حقي وحقي، وهو فعول، قلبت الواو الأولى ياء لتدغم في التي بعدها. قال ابن بري في قول الجوهري فإذا أدى قياس إلى ذلك رفض فأبدلت من الكسرة قال: صوابه عكس ما ذكر لأن الضمير في قوله فأبدلت يعود على الضمة أي أبدلت الضمة من الكسرة، والأمر بعكس ذلك، وهو أن يقول فأبدلت الكسرة من الضمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه أعطى النساء اللاتي غسلن ابنته حين ماتت حقوه وقال: أشعرنها إياه، الحقو: الإزار ههنا، وجمعه حقي. قال ابن بري: الأصل في الحقو معقد الإزار ثم سمي الإزار حقوا لأنه يشد على الحقو، كما تسمى المزادة راوية لأنها على الراوية، وهو الجمل.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للنساء: لا تزهدن في جفاء الحقو أي لا تزهدن في تغليظ الإزار وثخانته ليكون أستر لكن.
وقال أبو عبيد: الحقو والحقو الخاصرة. وحقو السهم: موضع الريش، وقيل: مستدقه من مؤخره مما يلي الريش. وحقو الثنية:
جانباها.
والحقو: موضع غليظ مرتفع على السيل، والجمع حقاء، قال أبو النجم يصف مطرا:
ينفي ضباع القف من حقائه وقال النضر: حقي الأرض سفوحها وأسنادها، واحدها حقو، وهو السند والهدف. الأصمعي: كل موضع يبلغه مسيل الماء فهو حقو.
وقال الليث: إذا نظرت على رأس الثنية من ثنايا الجبل رأيت لمخرميها حقوين، قال ذو الرمة:
تلوي الثنايا، بأحقيها حواشيه لي الملاء بأبواب التفاريج يعني به السراب. والحقاء: جمع حقوة، وهو مرتفع عن النجوة، وهو منها موضع الحقو من الرجل يتحرز فيه الضباع من السيل. والحقوة والحقاء: وجع في البطن يصيب الرجل من أن يأكل اللحم بحتا فيأخذه لذلك سلاح، وفي التهذيب: يورث نفخة في الحقوين، وقد حقي فهو محقو ومحقي إذا أصابه ذلك الداء، قال رؤبة:
من حقوة البطن وداء الإغداد فمحقو على القياس، ومحقي على ما قدمناه. وفي الحديث: إن الشيطان قال ما حسدت ابن آدم إلا على الطسأة والحقوة، الحقوة: وجع في البطن. والحقوة في الإبل: نحو التقطيع يأخذها من النحاز يتقطع له البطن، وأكثر ما تقال الحقوة للإنسان، حقي يحقى حقا فهو محقو. ورجل محقو: معناه إذا اشتكى حقوه.
أبو عمرو: الحقاء رباط الجل على بطن الفرس إذا حنذ للتضمير، وأنشد لطلق بن عدي:
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست