لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٨٩
تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفيوا بها بقلا فشأنكم بها، قال أبو عبيد: هو من الحفا، مهموز مقصور، وهو أصل البردي الأبيض الرطب منه، وهو يؤكل، فتأوله في قوله تحتفيوا، يقول: ما لم تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه، وقيل: أي إذا لم تجدوا في الأرض من البقل شيئا، ولو بأن تحتفوه فتنتفوه لصغره، قال ابن سيده:
وإنما قضينا على أن اللام في هذه الكلمات ياء لا واو لما قيل من أن اللام ياء أكثر منها واوا. الأزهري: وقال أبو سعيد في قوله أو تحتفيوا بقلا فشأنكم بها، صوابه تحتفوا، بتخفيف الفاء من غير همز. وكل شئ استؤصل فقد احتفي، ومنه إحفاء الشعر. قال:
واحتفى البقل إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه من قصره وقلته، قال: ومن قال تحتفئوا بالهمز من الحفإ البردي فهو باطل لأن البردي ليس من البقل، والبقول ما نبت من العشب على وجه الأرض مما لا عرق له، قال: ولا بردي في بلاد العرب، ويروى: ما لم تجتفئوا، بالجيم، قال: والاجتفاء أيضا بالجيم باطل في هذا الحديث لأن الاجتفاء كبك الآنية إذا جفأتها، ويروى: ما لم تحتفوا، بتشديد الفاء، من احتففت الشئ إذا أخذته كله كما تحف المرأة وجهها من الشعر، ويروى بالخاء المعجمة، وقال خالد ابن كلثوم:
احتفى القوم المرعى إذا رعوه فلم يتركوا منه شيئا، وقال في قول الكميت:
وشبه بالحفوة المنقل قال: المنقل أن ينتقل القوم من مرعى احتفوه إلى مرعى آخر. الأزهري: وتكون الحفوة من الحافي الذي لا نعل له ولا خف، ومنه قوله:
وشبه بالحفوة المنقل وفي حديث السباق ذكر الحفياء، بالمد والقصر، قال ابن الأثير: هو موضع بالمدينة على أميال، وبعضهم يقدم الياء على الفاء، والله أعلم.
* حقا: الحقو والحقو: الكشح، وقيل: معقد الإزار، والجمع أحق وأحقاء وحقي وحقاء، وفي الصحاح: الحقو الخصر ومشد الإزار من الجنب. يقال: أخذت بحقو فلان. وفي حديث صلة الرحم قال:
قامت الرحم فأخذت بحقو العرش، لما جعل الرحم شجنة من الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه والنسيب بنسيبه، والحقو فيه مجاز وتمثيل. وفي حديث النعمان يوم نهاوند:
تعاهدوها بينكم في أحقيكم، الأحقي: جمع قلة للحقو موضع الإزار. ويقال: رمى فلان بحقوه إذا رمى بإزاره. وحقاه حقوا: أضاب حقوه. والحقوان والحقوان: الخاصرتان. ورجل حق: يشتكي حقوه، عن اللحياني. وحقي حقوا، فهو محقو ومحقي: شكا حقوه، قال الفراء: بني على فعل كقوله:
ما أنا بالجافي ولا المجفي قال: بناه على جفي، وأما سيبويه فقال: إنما فعلوا ذلك لأنهم يميلون إلى الأخف إذ الياء أخف عليهم من الواو، وكل واحدة منهما تدخل على الأخرى في الأكثر، والعرب تقول: عذت بحقوه إذا عاذ به ليمنعه، قال:
سماع الله والعلماء أني أعوذ بحقو خالك، يا ابن عمرو
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست