لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤٦٢
لم يبق إلا كل صغواء صغوة بصحراء تيه، بين أرضين مجهل لم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أنه يعني القطاة. والصغواء: التي مال حنكها وأحد منقاريها، فأما صغوة فعلى المبالغة، كما تقول ليل لائل، وإن اختلف البناءان، وقد يجوز أن يريد صغية فخفف فرد الواو لعدم الكسرة، على أن هذا الباب الحكم فيه أن تبقى الياء على حالها لأن الكسرة في الحرف الذي قبلها منوية. وصغت الشمس والنجوم تصغو صغوا: مالت للغروب، ويقال للشمس حينئذ صغواء، وقد يتقارب ما بين الواو والياء في أكثر هذا الباب، قال: ورأيت الشمس صغواء، يريد حين مالت، وأنشد:
صغواء قد مالت ولما تفعل وقال الأعشى:
ترى عينها صغواء في جنب موقها، تراقب كفي والقطيع المحرما قال الفراء: ويقال للقمر إذا دنا للغروب صغا، وأصغى إذا دنا.
وصغو المغرفة: جوفها. وصغو البئر: ناحيتها. وصغو الدلو: ما تثنى من جوانبه، قال ذو الرمة:
فجاءت بمد نصفه الدمن آجن، كماء السلى في صغوها يترقرق ابن الأعرابي: صغو المقدحة جوفها. ويقال: هو في صغو كفه أي في جوفها.
والأصاغي: بلد، قال ساعدة بن جؤية:
لهن بما يبن الأصاغي ومنصح تعاو، كما عج الحجيج الملبد (* قوله الملبد تقدم لنا في مادة نصح: الحجيج المبلد، والصواب ما هنا).
* صفا: الصفو والصفاء، ممدود: نقيض الكدر، صفا الشئ والشراب يصفو صفاء وصفوا، وصفوه وصفوته وصفوته وصفوته: ما صفا منه، وصفيته أنا تصفية. وصفوة كل شئ: خالصه من صفوة المال وصفوة الإخاء. الكسائي: هو صفوة الماء وصفوة الماء، وكذلك المال. وقال أبو عبيدة: يقال له صفوة مالي وصفوة مالي وصفوة مالي، فإذا نزعوا الهاء قالوا له صفو مالي، بالفتح لا غير. وفي حديث عوف بن مالك: لهم صفوة أمرهم، الصفوة، بالكسر: خيار الشئ وخلاصته وما صفا منه، فإذا حذفت الهاء فتحت الصاد، وهو صفو الإهالة لا غير.
والصفاء: مصدر الشئ الصافي. وإذا أخذ صفو ماء من غدير قال:
استصفيت صفوة. وصفوت القدر إذا أخذت صفوتها.
والمصفاة: الراووق. وفي الإناء صفوة من ماء أو خمر أي قليل. وصفا الجو: لم تكن فيه لطخة غيم. ويوم صاف وصفوان إذا كان صافي الشمس لا غيم فيه ولا كدر وهو شديد البرد. وقول أبي فقعس في صفة كلإ: خضع مضغ صاف رتع، أراد أنه نقي من الأغثاء والنبت الذي لا خير فيه، فإذا كان ذلك فهو من هذا الباب، وقد يكون صاف مقلوبا من صائف أي أنه نبت صيفي فقلب، فإذا كان هذا فليس من هذا الباب وإنما هو من باب ص ي ف. أبو عبيد: الصفي من الغنيمة ما اختاره الرئيس من المغنم واصطفاه لنفسه قبل القسمة من فرس أو سيف أو غيره، وهو الصفية أيضا، وجمعه صفايا، وأنشد لعبد الله بن عنمة يخاطب بسطام بن قيس:
لك المرباع فيها والصفايا، وحكمك والنشيطة والفضول
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست