لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٦٦
والزاي: حرف هجاء، قال ابن جني: ينبغي أن تكون منقلبة عن واو ولامه ياء، فهو من لفظ زويت إلا أن عينه اعتلت وسلمت لامه، ولحق بباب غاي وطاي ورأي وثاي وآي في الشذوذ، لاعتلال عينه وصحة لامه، واعتلالها أنها متى أعربت فقيل هذه زاي حسنة، وكتبت زايا صغيرة أو نحو ذلك فإنها بعد ذلك ملحقة في الإعلال بباب رأي وغاي، لأنه ما دام حرف هجاء فألفه غير منقلبة، قال:
ولهذا كان عندي قولهم في التهجي زاي أحسن من غاي وطاي لأنه ما دام حرفا فهو غير متصرف، وألفه غير مقضي عليها بانقلاب، وغاي وبابه يتصرف بالانقلاب، وإعلال العين وتصحيح اللام جار عليه معروف فيه، ولو اشتققت منها فعلت لقلت زويت، قال: وهذا مذهب أبي علي، ومن أمالها قال زييت زايا، فإن كسرتها على أفعال قلت أزواء، وعلى قول غيره أزياء، إن صحت إمالتها، وإن كسرتها على أفعل قلت أزو وأزي على المذهبين. وقال الليث: الزاي والزاء لغتان، وألفها ترجع في التصريف إلى الياء وتصغيرها زيية.
ويقال: زويت زايا في لغة من يقول الزاي، ومن قال الزاء قال زييت كما يقال يييت ياء، ونظير زويت كوفت كافا. الجوهري:
الزاي حرف يمد ويقصر ولا يكتب إلا بياء بعد الألف، قال ابن بري:
قوله يقصر أي يقال زي مثل كي، ويمد زاي بالألف، وتقول: هي زاي فزيها. وقال زيد بن ثابت في قوله عز وجل: ثم ننشزها، قال: هي زاي فزيها أي اقرأها بالزاي.
والزي: اللباس والهيئة، وأصله زوي، تقول منه: زييته، والقياس زويته. ويقال: الزي الشارة والهيئة، قال الراجز:
ما أنا بالبصرة بالبصري، ولا شبيه زيهم بزيي وقرئ قوله تعالى: هم أحسن أثاثا وزيا، بالزاي والراء. قال الفراء: من قرأ وزيا فالزي الهيئة والمنظر، والعرب تقول قد زييت الجارية أي زينتها وهيأتها. وقال الليث: يقال تزيا فلان بزي حسن، وقد زييته تزية. قال ابن بزرج: قالوا من الزي ازدييت، افتعلت، وتفعلت تزييت، وفعلت زييت مثل رضيت، قال: والعرب لا تقول فيها فعلت إلا شاذة، قال حكيم الديلي:
فلما رآني زوى وجهه، وقرب من حاجب حاجبا فلا برح الزي من وجهه، ولا زال رائده جادبا الأموي: قدر زوازية وهي التي تضم الجزور. الأصمعي: يقال قدر زوزية وزوازية مثال علبطة وعلابطة للعظيمة التي تضم الجزور. قال ابن بري: الذي ذكره أبو عبيد والقزاز زؤزئة، بهمزتين. الجوهري: وزو اسم جبل بالعراق، قال ابن بري: ليس بالعراق جبل يسمى زوا، وإنما هو سمع في شعر البحتري قوله يمدح المعتز بالله حين جمع مركبين وشحنهما بالحطب وأوقد فيهما نارا، ويسمى ذلك بالعراق زوا في عيد الفرس يسمى الصدق () (قوله الصدق هكذا في الأصل، وفي القاموس في سذق: السذق، محركة، ليلة الوقود، معرب سذه). فقال:
ولا جبلا كالزو.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست