لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٦٨
والسبي: المسبي، والجمع سبي، قال:
وأفأنا السبي من كل حي، وأقمنا كراكرا وكروشا والسباء والسبي: الاسم. وتسابى القوم إذا سبى بعضهم يبعضا.
يقال: هؤلاء سبي كثير، وقد سبيتهم سبيا وسباء، وقد تكرر في الحديث ذكر السبي والسبية والسبايا، فالسبي: النهب وأخذ الناس عبيدا وإماء، والسبية: المرأة المنهوبة، فعيلة بمعنى مفعولة. والعرب تقول: إن الليل لطويل (* قوله إن الليل لطويل إلخ عبارة الأساس: ويقولون طال علي الليل ولا أسب له ولا أسبي له، دعاء لنفسه بأن لا يقاسي فيه من الشدة ما يكون بسببه مثل المسبي لليل) ولا أسب له ولا أسبي له، الأخيرة عن اللحياني، قال: ومعناه الدعاء أي أنه كالسبي له، وجزم على مذهب الدعاء، وقال اللحياني: لا أسب له لا أكون سبيا لبلائه. وسبى الخمر يسبيها سبيا وسباء واستباها: حملها من بلد إلى بلد وجاء بها من أرض إلى أرض، فهي سبية، قال أبو ذؤيب:
فما إن رحيق سبتها التجأ ر من أذرعات فوادي جدر وأما إذا اشتريتها لتشربها فتقول: سبأت بالهمز، وقد تقدم في الهمز، وأما قول أبي ذؤيب:
فما الراح الشام جاءت سبية وما أشبهه، فإن لم تهمز كان المعنى فيه الجلب، وإن همزت كان المعنى فيه الشراء. وسبيت قلبه واستبيته: فتنته، والجارية تسبي قلب الفتى وتستبيه، والمرأة تسبي قلب الرجل. وفي نوادر الأعراب: تسبى فلان لفلان ففعل به كذا يعني التحبب والاستمالة، والسبي يقع على النساء خاصة، إما لأنهن يسبين الأفئدة، وإما لأنهن يسبين فيملكن ولا يقال ذلك للرجال.
ويقال: سبى طيبه (* قوله سبى طيبه هكذا في الأصل). إذا طاب ملكه وحل. وسباه الله يسبيه سبيا: لعنه وغربه وأبعده الله كما تقول لعنه الله. ويقال: ما له سباه الله أي غربه، وسباه إذا لعنه، ومنه قول امرئ القيس:
فقالت: سباك الله إنك فاضحي أي أبعدك وغربك، ومنه قول الآخر:
يفض الطلح والشريان هضا، وعود النبع مجتلبا سبيا ومنه السبي لأنه يغرب عن وطنه، والمعنى متقارب لأن اللعن إبعاد. شمر: يقال سلط الله عليك من يسبيك ويكون أخذك الله. وجاء السيل بعود سبي إذا احتمله من بلد إلى بلد، وقيل: جاء به من مكان غريب فكأنه غريب، قال أبو ذؤيب يصف يراعا:
سبي من يراعته نفاه أتي مده صحر ولوب ابن الأعرابي: السباء العود الذي تحمله من بلد إلى بلد، قال:
ومنه السبا، يمد ويقصر.
والسابياء: الماء الكثير الذي يخرج على رأس الولد لأن الشئ قد يسمى بما يكون منه. والسابياء: تراب رقيق يخرجه اليربوع من جحره، يشبه بسابياء الناقة لرقته، وقال أبو العباس المبرد: هو من جحرته (* قوله هو من جحرته أي هو بعض جحرته، وسيأتي بيان المقام بعد). قال ابن سيده: وقد
(٣٦٨)
مفاتيح البحث: الشام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست