لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٤١
وكل ساكن لا يتحرك راه ورهو.
وأرهى على نفسه: رفق بها وسكنها، والأمر منه أره على نفسك أي ارفق بها. ويقال: افعل ذلك رهوا أي ساكنا على هينتك، الأصمعي: يقال لكل ساكن لا يتحرك ساج وراه وزاء. اللحياني: يقال ما أرهيت ذاك أي ما تركته ساكنا. الأصمعي: يقال أره ذلك أي دعه حتى يسكن، قال: والإرهاء الإسكان. والرهو: المطر الساكن.
ويقال: ما أرهيت إلا على نفسك أي ما رفقت إلا بها. ورها البحر أي سكن. وفي التنزيل العزيز: واترك البحر رهوا، يعني تفرق الماء منه، وقيل: أي ساكنا على هينتك، وقال الزجاج: رهوا هنا يبسا، وكذلك جاء في التفسير، كما قال: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا، قال المثقب:
كالأجدل الطالب رهو القطا، مستنشطا في العنق الأصيد الأجدل: الصقر. وقال أبو سعيد: يقول دعه كما فلقته لك لأن الطريق في البحر كان رهوا بين فلقي البحر، قال: ومن قال ساكنا فليس بشئ، ولكن الرهو في السير هو اللين مع دوامه. قال ابن الأعرابي:
واترك البحر رهوا، قال: واسعا ما بين الطاقات، قال الأزهري: رهوا ساكنا من نعت موسى أي على هينتك، قال: وأجود منه أن تجعل رهوا من نعت البحر، وذلك أنه قام فرقاه ساكنين فقال لموسى دع البحر قائما ماؤه ساكنا واعبر أنت البحر، وقال خالد بن جنبة: رهوا أي دمثا، وهو السهل الذي ليس برمل ولا حزن. والرهو أيضا:
الكثير الحركة، ضد، وقيل: الرهو الحركة نفسها. والرهو أيضا:
السريع، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
فإن أهلك، عمير، فرب زحف يشبه نقعه رهوا ضبابا قال: وهذا قد يكون للساكن ويكون للسريع. وجاءت الخيل والإبل رهوا أي ساكنة، وقيل: متتابعة. وغارة رهو متتابعة. ويقال: الناس رهو واحد ما بين كذا وكذا أي متقاطرون. أبو عبيد في قوله:
يمشين رهوا قال: هو سير سهل مستقيم. وفي حديث رافع بن خديج: أنه اشترى من رجل بعيرا ببعيرين دفع إليه أحدهما وقال آتيك بالآخر غدا رهوا، يقول: آتيك به عفوا سهلا لا احتباس فيه، وأنشد:
يمشين رهوا، فلا الأعجاز خاذلة، ولا الصدور على الأعجاز تتكل وامرأة رهو ورهوى: لا تمتنع من الفجور، وقيل: هي التي ليست بمحمودة عند الجماع من غير أن يعين ذلك، وقيل: هي الواسعة الهن، وأنشد ابن بري لشاعر:
لقد ولدت أبا قابوس رهو نؤوم الفرج، حمراء العجان قال ابن الأعرابي وغيره: نزل المخبل السعدي، وهو في بعض أسفاره، على خليدة ابنة الزبرقان ابن بدر وكان يهاجي أباها فعرفته ولم يعرفها، فأتته بغسول فغسلت رأسه وأحسنت قراه وزودته عند الرحلة فقال لها: من أنت؟ فقالت: وما تريد إلى اسمي؟ قال: أريد أن أمدحك فما رأيت امرأة من العرب أكرم منك قالت:
اسمي رهو قال: تالله ما رأيت امرأة شريفة سميت بهذا الاسم غيرك، قالت: أنت سميتني به، قال: وكيف ذلك؟
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست