لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٤٩
المفعول من المهانة والحقارة، وهو مهين أي حقير. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تزهدن في جفاء الحقو أي لا تزهد في غلظ الإزار، وهو حث على ترك التنعم. وفي حديث حنين: خرج جفاء من الناس، قال ابن الأثير:
هكذا جاء في رواية، قالوا: ومعناه سرعان الناس وأوائلهم، تشبيها بجفاء السيل وهو ما يقذفه من الزبد والوسخ ونحوهما.
وجفيت البقل واجتفيته: اقتلعته من أصوله كجفأه واجتفأه.
ابن السكيت: يقال جفوته، فهو مجفو، قال: ولا يقال جفيت، وقد جاء في الشعر مجفي، وأنشد:
ما أنا بالجافي ولا المجفي وفلان ظاهر الجفوة، بالكسر، أي ظاهر الجفاء. أبو عمرو: الجفاية السفينة الفارغة، فإذا كانت مشحونة فهي غامد وآمد وغامدة وآمدة. وجفا ماله:
لم يلازمه. ورجل فيه جفوة وجفوة وإنه لبين الجفوة، بالكسر، فإذا كان هو المجفو قيل به جفوة. وقول المعزى حين قيل لها ما تصنعين في الليلة المطيرة فقالت: الشعر دقاق والجلد رقاق والذنب جفاء ولا صبر بي عن البيت، قال ابن سيده: لم يفسر اللحياني جفاء، قال: وعندي أنه من النبو والتباعد وقلة اللزوق. وأجفى الماشية، فهي مجفاة: أتعبها ولم يدعها تأكل، ولا علفها قبل ذلك، وذلك إذا ساقها سوقا شديدا.
* جلا: جلا القوم عن أوطانهم يجلون وأجلوا إذا خرجوا من بلد إلى بلد. وفي حديث الحوض: يرد علي رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض، هكذا روي في بعض الطرق أي ينفون ويطردون، والرواية بالحاء المهملة والهمز. ويقال: استعمل فلان على الجالية والجالة.
والجلاء، ممدود: مصدر جلا عن وطنه. ويقال: أجلاهم السلطان فأجلوا أي أخرجهم فخرجوا. والجلاء: الخروج عن البلد. وقد جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنا، يتعدى، ولا يتعدى. ويقال أيضا: أجلوا عن البلد وأجليتهم أنا، كلاهما بالألف، وقيل لأهل الذمة الجالية لأن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أجلاهم عن جزيرة العرب لما تقدم من أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، فيهم، فسموا جالية ولزمهم هذا الاسم أين حلوا، ثم لزم كل من لزمته الجزية من أهل الكتاب بكل بلد، وإن لم يجلوا عن أوطانهم. والجالية: الذين جلوا عن أوطانهم. ويقال:
استعمل فلان على الجالية أي على جزية أهل الذمة. والجالة: مثل الجالية. وفي حديث العقبة: وإنكم تبايعون محمدا على أن تحاربوا العرب والعجم مجلية أي حربا مجلية مخرجة عن الدار والمال. ومنه حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه خير وفد بزاخة بين الحرب المجلية والسلم المخزية. ومن كلام العرب: اختاروا فإما حرب مجلية وإما سلم مخزية أي إما حرب تخرجكم من دياركم أو سلم تخزيكم وتذلكم. ابن سيده: جلا القوم عن الموضع ومنه جلوا وجلاء وأجلوا: تفرقوا، وفرق أبو زيد بينهما فقال: جلوا من الخوف وأجلوا من الجدب، وأجلاهم هو وجلاهم لغة وكذلك اجتلاهم، قال أبو ذؤيب يصف النحل والعاسل:
فلما جلاها بالأيام، تحيزت ثبات عليها ذلها واكتئابها ويروى: اجتلاها، يعني العاسل جلا النحل عن مواضعها
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست