لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٣١
نفسك، وهو في كلام العرب جائز أن يقول لقد اختار لك الشئ واجتباه وارتجله.
وقوله: وكذلك يجتبيك ربك، قال الزجاج: معناه وكذلك يختارك ويصطفيك، وهو مشتق من جبيت الشئ إذا خلصته لنفسك، ومنه: جبيت الماء في الحوض. قال الأزهري: وجباية الخراج جمعه وتحصيله مأخوذ من هذا. وفي حديث وائل بن حجر قال: كتب لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا جلب ولا جنب ولا شغار ولا وراط ومن أجبى فقد أربى، قيل: أصله الهمز، وفسر من أجبى أي من عين فقد أربى، قال: وهو حسن. قال أبو عبيد:
الإجباء بيع الحرث والزرع قبل أن يبدو صلاحه، وقيل: هو أن يغيب إبله عن المصدق، من أجبأته إذا واريته، قال ابن الأثير: والأصل في هذه اللفظة الهمز، ولكنه روي غير مهموز، فإما أن يكون تحريفا من الراوي، أو يكون ترك الهمز للازدواج بأربى، وقيل: أراد بالإجباء العينة وهو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل معلوم، ثم يشتريها منه بالنقد بأقل من الثمن الذي باعها به. وروي عن ثعلب أنه سئل عن قوله من أجبى فقد أربى قال: لا خلف بيننا أنه من باع زرعا قبل أن يدرك كذا، قال أبو عبيد: فقيل له قال بعضهم أخطأ أبو عبيد في هذا، من أين كان زرع أيام النبي، صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هذا أحمق أبو عبيد تكلم بهذا على رؤوس الخلق وتكلم به بعد الخلق من سنة ثمان عشرة إلى يومنا هذا لم يرد عليه. والإجباء: بيع الزرع قبل أن يبدو صلاحه، وقد ذكرناه في الهمز. والجابية: جماعة القوم، قال حميد بن ثور الهلالي:
أنتم بجابية الملوك، وأهلنا بالجو جيرتنا صداء وحمير والجابي: الجراد الذي يجبي كل شئ يأكله، قال عبد مناف بن ربعي الهذلي:
صابوا بستة أبيات وأربعة، حتى كأن عليهم جابيا لبدا ويروى بالهمز، وقد تقدم ذكره. التهذيب: سمي الجراد الجابي لطلوعه. ابن الأعرابي: العرب تقول إذا جاءت السنة جاء معها الجابي والجاني، فالجابي الجراد، والجاني الذئب (* قوله والجاني الذئب هو هكذا في الأصل وشرح القاموس)، لم يهمزهما. والجابية: مدينة بالشام، وباب الجابية بدمشق، وإنما قضى بأن هذه من الياء لظهور الياء وأنها لام، واللام ياء أكثر منها واوا. والجبا موضع. وفرش الجبا: موضع، قال كثير عزة:
أهاجك برق آخر الليل واصب تضمنه فرش الجبا فالمسارب؟
ابن الأثير في هذه الترجمة: وفي حديث خديجة قالت يا رسول الله ما بيت في الجنة من قصب؟ قال: هو بيت من لؤلؤة مجوفة مجباة، قال ابن الأثير: فسره ابن وهب فقال مجوفة، قال: وقال الخطابي هذا لا يستتم إلا أن يجعل من المقلوب فتكون مجوبة من الجوب، وهو القطع، وقيل: من الجوب، وهو نقير يجتمع فيه الماء، والله أعلم.
* جثا: جثا يجثو ويجثي جثوا وجثيا، على فعول فيهما: جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها. ويقال: جثا فلان على ركبتيه، أنشد ابن الأعرابي:
إنا أناس معديون عادتنا، عند الصياح، جثي الموت للركب قال: أراد جثي الركب للموت فقلب. وأجثاه
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست