وقوله: ليردنه علي ساعيه - يعني الوالي الذي عليه، يقول: ينصفني منه إن لم يكن له إسلام، وكل من ولي شيئا على قوم فهو ساع عليهم (1)، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة: هم السعاة [وقال الشاعر:
(البسيط) سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمرو عقالين - (2)] [سعى عليها: عمل عليها - (3)].
وقال [أبو عبيد - (4)]: في حديث حذيفة تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تكون القلوب (5) على قلبين: قلب أبيض مثل الصفاء لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود مربد كالكوز مجخيا - وأمال كفه - لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا (6).