غريب الحديث - ابن سلام - ج ٤ - الصفحة ١٠٩
وقال [أبو عبيد - (1)]: في حديث عبد الله [رحمه الله - (2)] لأن أعض على جمرة حتى تبرد - أو قال: حتى تطفأ - أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله: ليته لم يكن (3).
قوله: ليته لم يكن، ليس وجهه عندي أن يكون عاما في كل شئ (4) ولا أراه أراده عبد الله (4)، ولو كان هذا في الأشياء كلها لكان ينبغي إذا أذنب الرجل ذنبا أن لا يندم عليه. ولا يقول: ليتني لم أكن فعلته (5) وكيف يكون هذا وعبد الله نفسه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الندم توبة (6) فهل الندم إلا أن يتمنى أن الذي كان منه لم يكن؟
ولكن وجهه عندي أنه أراد المصائب خاصة التي يؤجر عليها العبد كالمصائب في الأبدان والأهل والمال، لأنه إذا تمنى أن ذلك لم يكن فكأنه لم يرض بقضاء الله عليه ولا يأمن أن يكون أجره قد حبط ولكنه (7) يرضى ويسلم لأمر الله وقضائه ومما تمنى الناس مما كان أنه لم يكن قول مريم: " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (8) " وقول

(1) من ل ور ومص.
(2) من مص.
(3) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي حصين عن إبراهيم عن عبد الله - ليس الحديث في الفائق.
(4 - 4) في ل ور ومص: ولا إياه أراد عبد الله.
(5) زاد في ل: وليته لم يكن.
(6) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي ليست في الأصل زدناها من ل ور ومص.
(7) في ل: لكن.
(8) سورة 19 آية 23.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»