غريب الحديث - ابن سلام - ج ٤ - الصفحة ١٠٦
وكان أبو عبيدة يقول: المحارفة المقايسة، ولهذا قيل للميل الذي تسير به الجراحات والشجاج: المحراف [قال القطامي يصف طعنة أو شجة:
(البسيط) إذا الطبيب بمحرافيه عالجها * زادت على النقر أو تحريكها ضجما (1) -] [يقول: إذا قاسها بميله ازدادت فسادا عظيما - (2)] فكأن معنى الحديث أن المؤمن يقايس بذنوبه عند الموت فيشتد عليه ليكون ذلك كفارة له.
وقال [أبو عبيد - (3)]: في حديث عبد الله [رحمه الله - (2)] أن رجلا أتاه فقال عبد الله حين رآه:
إن بهذا سفعة من الشيطان، فقال له الرجل:
لم أسمع ما قلت، ثم قال له عبد الله: نشدتك بالله هل ترى أحدا خيرا منك؟ قال: لا، قال عبد الله: فلهذا قلت ما قلت (4).
قوله: سفعة من الشيطان أصل السفع الأخذ بالناصية، قال الله تبارك [و - (5)] تعالى " كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية (6) "

(1) العبارة المحجوزة من ل ور ومص والبيت في ديوانه ص 102 واللسان (حرف ضجم) ويروي (على النفر) بالفاء وفي الديوان: (حاولها) بدل (عالجها).
(2) من مص.
(3) من ل ور ومص.
(4) زاد في ل ور ومص: وهذا من حديث ابن المبارك عن ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن الحارث بن عمرو الهذلي قال: كنا عند ابن مسعود فجاءه رجل فذكر ذلك - الحديث في الفائق 1 / 598 وقد سبق في 3 / 190.
(5) من ل ور، وفي مص: عز وجل.
(6) سورة 96 آية 15 و 16.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»