وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٩٨
له: يا ابن العم إني أبعث معك إثنا عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر، كل رجل منهم يرد الكتيبة، فسر بهم وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وافرش لهم جناحك، وأدنهم من مجلسك، فإنهم بقية ثقاة أمير المؤمنين، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفلوجة، ثم تصير بمسكن، ثم امض حتى تستقبل بهم معاوية، فإن أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك، فإني على أثرك وشيك، وليكن خبرك عندي كل يوم، وشاور هذين في أمورك كلها، يعني قيس بن عبادة وسعد بن قيس الهمداني، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك، فإن فعل فقاتله، فإن أصبت فقيس بن سعد على الناس، وإن أصيب قيس بن سعد فسعد بن قيس على الناس، فسار عبيد الله بن العباس بالجيش حتى أتوا شينور، حتى خرج إلى شاهي، ثم لزم الفرات والفلوجة حتى اتى إلى مسكن، وأخذ الحسن في مسيره ببقية من الناس على حمام عمر، حتى أتى دير كعب، ثم ديار بكر، فنزل ساباط دون القنطرة، ولما وصل إلى الحبونية قرية من قرى مسكن بجيشه، حتى نزل بإزاء معاوية، فلما كان من الغد توجه بخيله إليهم، فخرج إليهم عبيد الله بن العباس بمن معه، فضربهم حتى ردهم إلى مصافهم، فلما عرف معاوية أن لا مطمع له في التوجه إلى العراق وهم من دونه، أرسل إلى عبيد الله بن العباس، فقال له: إن الحسن قد أرسلني في الصلح وهو مسلم الامر إلي، فإن دخلت الآن في طاعتي أعطيك ألف ألف دينار أعجل لك نصفها الآن، والنصف الآخر إذا دخلت الكوفة، أو الشام، فأقبل عبيد الله بن العباس ليلا، فدخل في عسكر معاوية، فوفى له معاوية بما وعده، وأعطاه الدراهم التي ضمنها، وأصبح الناس ينتظرون عبيد الله ليصلي بهم صلاة الصبح فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه، فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة، ثم فتشوا عن خبر عبيد الله فوجدوه قد لحق بمعاوية، فكتب قيس بن سعد إلى الحسن يخبره بخبر عبيد الله وما فعل من لحوقه لمعاوية، وقام قيس بن سعد خطيبا فيهم فثبطهم، ثم ذكر عبيد الله بن العباس فنال منه، وقال:
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست