وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٥٦
تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) (1) قال: فأردنا أن نصحبه إلى مصلاه فأبى، وقال: بحقي عليكما إلا ما رجعتما إلى منزلكما، قال: فأتينا البيت، وإذا بأختي أم كلثوم خلف الباب، فجلسنا معهما نبكي وقد مضى وحده.
قال عبد الله بن محمد الأزدي: كنت أصلي في المسجد الأعظم تلك الليلة، وهي الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان مع رجال من أهل مصر كانوا يصلون ذلك الشهر من أوله إلى آخره، إذ نظرت إلى رجل قريب من السدة، فأقبل أمير المؤمنين (ع) وهو ينادي الصلاة الصلاة يرحمكم الله تعالى، قال حجر بن عدي: وسمعت الأشعث بن قيس يقول: النجاة النجاة لحاجتك فقد فضحك الصبح، فعلمت ما أراد، وخرجت لأخبر أمير المؤمنين، فإذا هو قد خرج وسبقني إلى الجامع. قال عبد الله الأزدي: فما رأيت إلا بريق السيوف وقائلا يقول: الحكم لله لا لك ولا لأصحابك يا علي وشد عليه شبيب وضربه فأخطأه، وشد عليه ابن ملجم فضربه على مفرق رأسه فشقه نصفين، فخر يخور في دمه وهو يقول: فزت ورب الكعبة.
شعر للمؤلف:
[طلى شيبه قان من الحلم رشده * تؤم هداة المتقين زواهره] [فديت دماء بالعلوم مسيلها * أحالت وجوها للمدارس ناظرة] [فمن مبلغا عني الرسول معزيا * بأن أهاضيب الشريعة هابرة] [ومن مبلغا يا شمس دارة فخرها * لقد أصبحت تلك المعالم دائرة] [وإن عيون المجد إذ فجعت به * تسح أماقيها من الثكل هامرة] [وها معصرات الورق تبدى حنينها * تطارح مسجور الحشاشة شاعرة] قال عبد الله الأزدي: وهرب الثالث الذي كان معهما، وسمعت

(1) سورة لقمان، الآية: 34.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست