وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٨٣
[أيا متوكل الأرجاس فابشر * بخزي في الحياة وفي القيامة] [أتهدم من رسول الله صرحا * علا في المكرمات وفي الدعامة] [عمدت إلى الذي ساد البرايا * ومن جمع الشجاعة والحزامة] [زعمت بأن تبيد الدين جورا * فأولاك الخسارة والندامة] [أتعلو فوق من خضعت إليه * ملائك قدسها وأولو الكرامة] [كأنك قد عمدت لخير نور * لتطفيه فيا لك من ذمامة] [فكيف تظن أنك بالغ ما * أردت له وتظفر بالسلامة] [وكان إمامنا الهادي علي * دعا الباري فبلغه مرامه] [عليه الله صلى ما تغنت * بأعلى الدوح من طرب حمامة] وروى المسعودي في مروج الذهب أنه سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد الهادي أن في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم، وكان عازم على الوثوب بالدولة عليه، فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا عليه في داره ليلا فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلوق عليه وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى وهو متوجه إلى الله تعالى يتلو آيات الله من القرآن، فحمل على حالته تلك إلى المتوكل وقالوا له: لم نجد في بيته شيئا، ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة، وكان المتوكل جالسا في مجلس الشراب فدخل عليه والكأس في يد المتوكل، فلما رآه هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس التي كانت في يده (ع) عليه بترك، فقال: والله لا يخامر لحمي ودمي قط فاعفني فأعفاه، فقال له: أنشدني شعرا فقال (ع): إني قليل الرواية في الشعر فقال له: لا بد من ذلك فأنشده هذه الأبيات لأمير المؤمنين (ع):
[باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فلم تنفعهم القلل] [وأنزلوا بعد عز عن معاقلهم * وأسكنوا حفرا يا بئس ما فعلوا] [ناداهم صارخ من بعدما دفنوا * أين الأسرة والتيجان والحلل] [أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل]
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 389 ... » »»
الفهرست