وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٧٩
المجلس الثالث فيما جرى عليه من أهل زمانه إلى أن نقله الله إلى بحبوحات جنانه وتردأ برداء رضوانه وتاريخ وفاته (ع) وما لقي من هوانه.
روي في الخرائج عن ابن أرومة قال: خرجت أيام المتوكل إلى سر من رأى، فدخلت على سعيد الحاجب وقد دفع المتوكل إليه علي الهادي (ع) ليقتله، فلما دخلت عليه قال: أتحب أن تنظر إلى إلاهك؟ فقلت: سبحان الله (لا تدركه الابصار) (1) قال: هذا الذي تزعمون أنه إمامكم قلت: ما أكره ذلك، قال: إني أمرت بقتله وأنا فاعل ذلك غدا، وعنده صاحب البريد فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خرج، فقال لي: أدخل فدخلت الدار التي هو فيها محبوسا فإذا بحياله قبر قد حفر، فدخلت وسلمت عليه وبكيت بكاء شديدا فقال لي (غ): ما يبكيك؟ فقلت: لما أرى فقال: لا تبك فلا يتم لهم ذلك، فسكن ما كان بي فقال (ع): إنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه ودم صاحبه الذي رأيته، قال: فوالله ما مضى غير يومين حتى قتلا.
فقلت لأبي الحسن (ع): أخبرني عن حديث رسول الله (ص) لا تعادوا الأيام فتعاديكم؟ فقال (ع): نعم إنه لحديث رسول الله (ص) تأويله: فأما

(1) سورة الأنعام، الآية: 103.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست